Thesis

تعد النظرية الواقعية من أهم نظريات العلاقات الدولية، التي تفسر الظواهر والتفاعلات الدولية . وعلى الرغم من الجذور الفكرية والفلسفية التي ورثتها الواقعية من التأريخ الأوروبي في مختلف مراحله وعصوره من القديم والوسيط والحديث ، الا ان بروزها كنظرية للسياسة الخارجية و طرحها في المجال الأكاديمي ترتبط بالفكر السياسي الأمريكي في القرن العشرين.وقد هيمنت النظرية الواقعية لعقود على مجال الدراسة النظرية للعلاقات الدولية ، وذلك منذ تغلبها على أطروحات النظرية المثالية في بدايات القرن العشرين.

  بعد تناولنا موضوعة المكانة الإقليمية لإسرائيل من خلال الفصول السابقة، توصلنا إلى خلاصة وجملة من الاستنتاجات، لعل في مقدمتها التذكير بأن هدف هذه الدراسة، إثبات ما انطلقت منه الفرضية، وهي إن إسرائيل تريد أن تثبت للآخرين،  بأنها قوة إقليمية كبيرة في قلب أهم مناطق العالم، وهي منطقة الشرق الأوسط، إذ تمكنت هذه الدولة الصغيرة والمصطنعة من الصمود في بيئة معادية، وتمكنت من حجز موقع  مميز لنفسها بين أعدائها ، وصولاً إلى أن تكون قوة إقليمية، لا ينكرها أحد وخاصة من يناصبها العداء، بدليل ملاحقة أعدائها الجاد لها سعيا لإيجاد نوع من التوازن معها،  وعملها الدؤوب

يعد العامل الاقتصادي أساسيا في ديناميات التنافس الاقليمي ، اذ يعد الاقتصاد من أهم مقومات الدولة والركيزة الرئسية لموقعها الجيوستراتيجي ولبناء منظومة من العلاقات الخارجية تكسب الدول أثرا مهما في الوصول الى مصاف القوى الفاعلة اقليميا وتمثل الدول الختالة : السعودية، ايران ،تركيا دولا محورية أو رئيسة في الدائرة الاقليمية لمنطقة الشرق الاوسط ، وذلك على وفق معايير الموقع الاستراتيجي والقدرات العسكرية والاقتصادية ،فضلا عن التوجهات الآيدلوجية والسياسية لكل منها ولذالك فان طبيعة العلاقات بين الدول الثلاث تعد من العوامل المهمة ذات الانعكاسات المباشرة في امن وازدهار الاقليم.

تعددت الدراسات والبحوث المتعلقة بالاستراتيجية "الاسرائيلية" أتجاه أفريقيالا ومرد ذللك نابع بالاساس من أهمية أهداف ألاستراتيجية "الاسرائيلية" تجاه أفريقيا وتعدد وسائلها بعدها احدى قارات العالم المهمة التي تنطوي على مصالح اقتصادية وستراتيجية وسياسية ذات أهمية مركزية للقوى الكبرى وكل الدول البازغة الاخرى في العالم ، فضلا عن ذللك سعي أسرائيل للسيطرة والتحكم بالدول العربية عبر هذه القارة.