لقد ارتبطت ايران بمصالح القوى الكبرى ومنذ القدم بسبب موقعها الاستراتيجي المهم ، ولازالت تتمتع باهمية خاصة بالنسبة ( لروسيا القيصرية ـ الاتحاد السوفيتي ـ روسيا الاتحادية ) وذلك لعدة اسباب اهمها حلم روسيا بالوصول الى المياه الدافئة وحماية مصالحها في المنطقة ، ومع مجيء الثورة البلشفية عام 1917 م ، ازدادت اهمية ايران بالنسبة للاتحاد السوفيتي وذلك بحكم موقعها الجغرافي القريب اذ اصبحت ايران الجار الجنوبي الذي ينبغي السيطرة عليه لحماية الامن القومي السوفيتي ، فالموقع الجغرافي المتميز من الناحية الجيوبولتكية والاستراتيجية جعل إيران محل صراع القوى العظمى ومنها صراع ( الاتحاد السوفيتي وبريطانيا ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية عصر جديد قائم على القطبية الثنائية ، ظهرت ايران ساحة للمنافسة بين القطبين العظميين ( الاتحاد السوفيتي ـ الولايات المتحدة الامريكية ) ومحاولة كل قطب السيطرة عليها سيما بعد اكتشاف النفط فيها في الخمسينيات من القرن العشرين ، الا ان زيادة المشكلات في الداخل السوفيتي ومع مجيء غورباتشوف الى الحكم عام 1985 م وما طرحه من افكار جديدة غيرت السياسة السوفيتية القديمة. ومع انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي في كانون الاول / ديسمبر 1991 م اصبحت روسيا الاتحادية هي الوريث القانوني للاتحاد السوفيتي اذ ورثت المقعد الدائم في مجلس الامن ومعظم ما يملكه الاتحاد السوفيتي من امكانيات سواءاً مادية او بشرية هذا فضلاً عن الترسانة النووية الضخمة ، الا ان كل هذا لم يمنع من حدوث تغيرات جوهرية تمثلت بانهيار نظام الحزب الواحد ، والتحول الاقتصادي الشامل من المركزية الى اقتصاد السوق والاهم هو التركيز على الاعتبارات البرغماتية ( النفعية ) في السياسة الخارجية بدلاً من الاعتبارات الايديولوجية والتأكيد على توازن المصالح بدلاً من توازن القوى ومع مجيء يلتسن اتجهت السياسة الخارجية الروسية نحو الغرب الذي تعهد باخراج روسيا الاتحادية من ازمتها الاقتصادية ، وهذا بدوره اثر في توجه روسيا الاتحادية الخارجي اذ ابتعدت عن ايران بغية اقامة روابط قوية مع الولايات المتحدة الامريكية ، ومع مرور الوقت اكتشفت روسيا الاتحادية خطأ هذا التوجه سيما بعد تخلي الغرب عنها وعدم ايفائه بالتزاماته اتجاهها .