تركيا و المتغيرات الإقليمية في الشرق الأوسط ( الوضع في سوريا إنموذجا)
إن المواقف التي تتخذها الدول في سياستها ودورها الخارجي تنبعث أولاً وقبل كل شيء من مصالحها، ولا تلام دولة حين تضع مصلحتها القومية فوق أي اعتبار أخر، عندما ترسم سياستها وتتخذ قراراتها، ولكن هناك بعض المبادئ والقيم الإنسانية أيضاً، التي لا مناص للدول من الالتزام بها، لأنها ترى نفسها إزاء مسؤولية تاريخية، أن هي تجاهلتها أو خرقتها، فإذا صادف أن كانت تلك المبادئ متفقة مع مصالح الدولة، ارتفع صوتها عالياً بإسم تلك المبادئ، أما إذا كانت مصالح الدولة على طرفي نقيض مع تلك المبادئ، حاولت إيجاد المسوغات لتفسير مواقفها المتناقضة مع تلك المبادئ والقيم، ولكن الذي يحدث عملياً في معظم الحالات هو أن تضحي الدو