إن التطلع نحو الامن غاية سرمدية للإنسان والمجتمع والدول سعوا إليه ويسعون دائماً لتحقيقه ولضمان قدرٍ من الامن والاستقرار في عالم تشابكت به الاهتمامات والاحداث والصراعات الدولية والاقليمية على صعيد طبيعة الادراك ومجالات السلوك وامتداداته المكانية، فأصبح العالم اليوم عالم مضطربوغير مستقر فالعديد من الدول باتت اليوم تتخوف من انتشار ظاهرة الارهابوانهيار الامن القومي للدولة، والارهاب الذي بات يشكل العدو الاكثر خطورة على الدول كافة بعد احداث الحادي عشر من ايلول 2001، لم يعد يهددالأمن القومي الامريكي فحسب بل يهدد الأمن والاستقرار العالمين، وهي رؤية تبنتها الولايات المتحدة الامريكية اول الامر، إلا أن اسباب عدة جعلتها حقيقة مع اختلاف اسبابها، فأضحى اليوم الاهتمام بالأمن أي ((أمن الفرد، والدول، والمجتمعات))، وصولاً إلى تحقيق الامن الوطني والامن الاقليمي والامن الدولي والامن الجماعي مسؤولية دولية متكاملة، من أجل حماية الدول والمجتمعات في العالم لكون هذه المفاهيم مترابطة فيما بينها .
اهتمت الولايات المتحدة الامريكية بصورة مغايرة عما حيلت عليه ابان الحرب الباردة، متفرغةً بإحداث 11 ايلول 2001، ولتداخل الاهتمامات الدولية والطبقة المهمة المفترضة للولايات المتحدة لقيادة العالم انطلاقاً من ادراك مفاده إن الارهاب هو العدو الاول لها، فتبنت استراتيجيات مختلفة للأمن القومي منذ صعود المحافظين الجدد في عهد بوش الابن عام 2001، وصولاً إلى الرئيس الحالي باراك اوباما، وهذه الاستراتيجيات تقوم على أساس مكافحة الإرهاب، محملة نفسها قيادة تحالف دولي في حربها ضد الإرهاب، على أساس إن هجمات 11 أيلول 2001 وقعت على أرضها .إن اعلان الولايات المتحدة الامريكية ((حربها على الإرهاب)) شكل منحنى جديد في طبيعة السياسة الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالحلف الذي تقوده في حملتها العالمية ضد الارهاب، فأن توظيف مسألة مكافحة الارهاب في الاستراتيجية الامريكية مثلت مسوغاً مهماً للولايات المتحدة الامريكية لتحقيق جملة من الاهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية، التي بدورها تحقق غاية الولايات المتحدة الامريكية في الهيمنة على العالم والسيطرة على تسيير شؤونه على وفق مصالحها . لذا فقد بات الأمن الدولي ((العالمي)) متداخل فيما بين الدول، وقد أصبحت الولايات المتحدة الامريكية معنية بالأمن الدولي العالمي، من خلال تداخل الامن الوطني الامريكي والامن الدولي، من خلال توظيف المؤسسات الدولية ((مجلس الامن)) .لقد سارع العالم عموماً والعالم الغربي بشكل خاص لدعم الاستراتيجيات الامريكية وحربها على الارهاب، سواء بقناعة متبادلة متكاملة الاحداث لإرادة الولايات المتحدة الامريكية او بتكيف مفروض، لاسيما وان الولايات المتحدة الامريكية بات الطرف الدولي الوحيد الذي يمتلك دلالات القوة والفاعلية المؤثرة .فقد أصبح الارهاب عدواً للولايات المتحدة الامريكية، وسبيلاً لاستمرار تزعمها للحلف المناهض للإرهاب دولياً، فجاءت المتغيرات في صالح الولايات المتحدة الامريكية ، إذ أن الاجراءات ضد الارهاب يجب أن يكون عالمياً، كما في ((افغانستان))، أو اجراء أمريكي لا تقوى المنظمات الدولية الاعتراض عليه كما في ((العراق))، لذا فإن الارهاب شرع لتدخلات امريكية في شؤون الدول ومنحها استمرار التسليح، فقد اصبح من الضروري التعامل مع الارهاب بالكيفية التي تراها الولايات المتحدة الامريكية . إن اعتماد الولايات المتحدة الامريكية على مكافحة الارهاب في استراتيجيتها المختلفة للأمن القومي بعد احداث 11 أيلول، فتح أفاقاً جديدة على صعيد استراتيجية الامن القومي الامريكي، من حيث طبيعتها ووسائل تنفيذها ومن حيث طبيعة العدو الذي يهدد أمنها وأمن العالم كما ترى الولايات المتحدة، لذا فأن أساليب مكافحة الارهاب تطورت في فترة ولاية الرئيس الامريكي باراك اوباما من خلال جملة من الاصلاحات التي نادى بها بما فيها التركيز على محاربة القاعدة والجماعات المتطرفة واستعمال وسائل تنفيذ جديدة في مكافحة الارهاب من اجل تحقيق الامن والاستقرار الدوليين .
الامن القومي الامريكي ومكافحة الارهاب دراسة مستقبلية
number:
1787
عربية
College:
department:
Degree:
Supervisor:
أ. م. د. قحطان كاظم محمد الخفاجي
year:
2014