تُعد ظاهرة التنافس احدى اوجه التفاعل بين الدول تنشأ نتيجة احتكاك وسعي الدول من اجل تحقيق مصالحها وأهدافها انطلاقا من إمكانياتها المتاحة على شكل علاقة تسابق سلمي، ولكن كلما حاول أحد الأطراف المبالغة في الانفراد بهذه المصالح والاحتفاظ بها لنفسه ومنع الآخرين من الوصول إليها كلما شكل ذلك سببا لجلب التوتر الذي يمكن أن يُخرج التنافس عن نطاقه السلمي ليتحول إلى صراع، او ان يتطور في اتجاه ايجابي ليتحول الى تعاون في ظروف اخرى معاكسة، اذ ان التنافس كمفهوم يشير الى حالة من الاختلاف بين الدول، تأخذ ابعاداً سياسية واقتصادية بالدرجة الاولى لتحقيق مصالح ومكانة في الاطار الدولي والاقليمي كونه عملية من عمليات التفاعل المصاحبة لإعداد القرار السياسي، وهو نشاط يسعى من ورائه طرفان أو أكثر إلى تحقيق الهدف نفسه لقد اصبحت منطقة الشرق الاوسط ساحة للتنافس الدولي والاقليمي، لما لها من اهمية من الناحية الاستراتيجية والجيوبولتيكية، ووجود احتياطات هائلة من النفط والغاز، فموقع الشرق الاوسط في قلب الاهتمامات الدولية والاقليمية اسهم في حدوث تنافس دولي واقليمي على هذه المنطقة، لما تمتلكه من اهمية سياسية واقتصادية واستراتيجية، فضلا عن هشاشة الوضع فيها مما يسمح بإيجاد اجواء اكثر من مناسبة للفواعل الدولية والاقليمية لكي يكون لها دور فعال للتحرك في المنطقة، اذ كان للفراغ الكبير في المنطقة نتيجة الاحداث المتسارعة فيها ،فضلا عن كون الكثير من الفواعل الاقليمية في المنطقة ترسم سياستها بغطاء وتأييد الدول الكبرى، الاثر الاكبر في بروز التنافس الاقليمي، وعليه سعت الدول الاقليمية الى توظيف ما تمتلكه من مقومات قوة للبروز كفواعل اقليمية لها ثقلها وتعمل على التمدد في المنطقة وتعد تركيا وإيران قطبين رئيسين في النظام الإقليمي الشرق أوسطي، وكلا القطبين يستندان الى موقعٍ استراتيجي في غاية الأهمية، فضلا عن الثروات الطبيعية كما ان التغييرات الإقليمية والدولية جعلت منهما قوتين مفصليتين في المنطقة، وان ثمة علاقة ارتباطية ما بين مجموعة من العوامل تؤثر سلبا او إيجابا في حدة التنافس بين هاتين القوتين .