من أهم المظاهر التي تميز الدولة الحديثة اليوم ازدياد مسؤولياتها وتعدد التزاماتها وذلك بسبب تدخل الإدارة المتزايد. فقد اضطلعت بتأدية الخدمات وإدارة المشروعات التي يحتاج إليها الصالح العام . فأتسع نشاطها ليتضمن ميادين متنوعة اقتصادية واجتماعية لم تكن تمارسها من قبل . ان هذا الاتساع في النشاط والتعدد في المظاهر يحتاج الى مجموعة من الموظفين يعملون على تسيير عمل المرافق العامة. فالموظفون هم الدعامة الكبرى التي يقوم عليها بناء الدولة في كل عصر وزمان وذلك على أساس أنهم الأمناء على المصلحة العامة وإنهم هم الذين يعود إليهم الفضل في إرساء قواعد الوظيفة العامة لقد أصبحت الوظيفة العامة اليوم تضطلع بمسؤوليات كبيرة من حيث قيامها بتنفيذ خطط التنمية في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية وهي في سبيل تحقيق ذلك الهدف تعمل على حشد الطاقات البشرية والمادية للصعود بالمستوى الإنتاجي نوعاً وكل ذلك من اجل تحقيق المصلحة العامة هذا وقد اقرت الشريعة الاسلامية مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة من حيث وجوب تولية الاصلح والاحرص على تنمية كفاءة شاغليها. فأساس النظام الاسلامي في مجال تولية الوظيفة العامة يرتكز اساساً على اتخاذ الكفاءة اساساً لهذه التولية ويجب ان يتم كل ذلك عن طريق وجود مبدأ الثواب والعقاب.