نشأت الدولة القومية في أوربا أعقاب انحسار دور الكنيسة والإقطاع ، وأدى الفراغ هذا إلى قيام الدولة المطلقة بملئه بدعم من الطبقة البرجوازية الناهضة ، ولتشكل حلفاً قوياً ضد الكنيسة والإقطاع ، ولقد كان للملوك دوراً بارزاً في إرساء دعائم الدولة وظهور الدولة القومية، أما الدولة خارج أوربا التي نشأت عقب الاحتلال والتي حصلت على استقلالها في ظل موجات التحرر من الهيمنة الغربية .التي قبعت تحته لسنوات طوال، فقد اختلفت من حيث النشأة والأهداف والمؤسسات، فأصبحت الدولة القومية في دول العالم الثالث في تقديم تجربتها لنصف قرن (1950-2000) من أنها لم تكن نتاجاً مجتمعياً خالصاً، بل هي نتاج ثقافة قامت بالأساس على مبدأ الفصل بين الدين والدولة، وأصبح من الصعوبة بمكان نجاح إنموذج الدولة القومية في المجتمعات التي تتسم بهيمنة الدين الإسلامي ( كالعراق ونيجيريا ) مثلاً أو غيرها من الأديان التي ترفض مفهوم العلمانية التي تشكل جوهر الدولة القومية .