التوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الاوسط

number: 
805
عربية
Degree: 
Imprint: 
علوم سياسية
Author: 
لبنى خميس محمد طالب الربيعي
Supervisor: 
الكتور سرمد زكي الجادر
year: 
2009

:- يكتسب موضوع الدراسة أهميته في جوانب عدة من اهمها طبيعة النظرة السائدة حول منطقة الشرق الاوسط كونها منطقة مصالح حيوية للولايات المتحدة و القوى الكبرى ، فضلاً عن كون منطقة الشرق الاوسط تعاني العديد من التوترات بين اطرافها مما يضع المنطقة امام تحديات كبيرة و معقدة و من هذه التحديات و اهمها : ارتباط الولايات المتحدة بمصادر الطاقة في منطقة الشرق الاوسط . - الدعم الاميركي الشامل لاسرائيل . -العلاقة الوثيقة بين عائدات النفط و صفقات التسليح . - الاستراتيجية الاميركية الجديدة و القائمة على استهداف منطقة الشرق الاوسط لايجاد و تبرير سياسي و عسكري لوجودها داخل المنطقة . - زيادة التسلح العسكري و محاولة تحقيق امتلاك السلاح النووي بين القوى الاقليمية في المنطقة . - اختلال التوازن الاستراتيجي بين القوى غير العربية و العربية لصالح الاولى التي تملك من القدرات ما لاتتوافر عليه القوى العربية مما شكل ابرز تحدٍ لتلك الدول في ممارسة دوراً اقليمياً مؤثراً في المنطقة . وان اهمية الموضوع تأتي من خلال التحولات التي جرت بعد احداث 11 ايلول 2001 ، التي ادت الى إعادة تكييف التفاعلات الجارية على الساحة الاقليمية و بدرجة كبيرة بحيث اصبحت هذه التفاعلات تركز في جانب كبير منها على ما تسميه الولايات المتحدة بمحاربة الارهاب ، الذي برزت اهم تجلياته في تعاظم الاهتمام الدولي بقضايا منع الانتشار النووي خاصة و منع اسلحة الدمار الشامل عامة و ذلك في ظل ما تروجه الادارة الاميركية بشأن إمكانية وصول نوعيات من هذه الاسلحة الى ايدي جماعات او دول مناوئة للمصالح الاميركية داخل منطقة الشرق الاوسط . كما ترجع اهمية الموضوع ايضاً في طرحه للحرب الاميركية على العراق آذار 2003 الذي شكل نقطة تطور بالغة الاهمية في المنطقة جاءت بتكريس الولايات المتحدة في استراتيجية الضربات الوقائية التي تقوم على تكريس حقها في التدخل العسكري داخل منطقة الشرق الاوسط متى و أينما شائت . و تكمن اهمية الموضوع ايضاً في الانعكاسات الاقليمية لمنطقة الشرق الاوسط و الناتجة منذ احداث 11 ايلول 2001 و من ثم الحرب على العراق مع التركيز على القوى الاقليمية الفاعلة داخل المنطقة و توجهاتها من السياسة الاميركية الجديدة ، هذا فضلاً عن دور القوى الثانوية التي نظرت الدراسة اليها على انها قوى ممكن ان تسهم و بدرجة كبيرة في هذا التفاعل . إن الوجود العسكري للولايات المتحدة و منذ حرب الخليج الثانية 1991 قد خلق معطيات سياسية و أمنية جديدة في المنطقة بعضها ارتبط بالتحولات في الموازين الاستراتيجية لدول الشرق الاوسط و بعضها الاخر ارتبط بضرورات الاصلاح الداخلي للكيانات السياسية داخل المنطقة . و للدراسة اهميتها النابعة في الاساس من طرحها لقضايا الانتشار النووي في المنطقة من حيث ما يتعلق بأساليب امتلاك السلاح النووي و الكيفية التي تدير بها بعض دول المنطقة تفاعلاتها الخارجية ذات الصلة بالمسألة النووية و بالذات في حالات ايران و اسرائيل ، فضلاً عن بروز تحولات لافتة للنظر في الادوار التي تقوم بها الدول العربية ابتداءاً من حرب الخليج الثانية 1991 و وصولاً الى ما بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق نيسان 2003 . و يلاحظ ان الدراسة تكمن اهميتها كونها تطرح القوى الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط و اهم الضغوطات التي تواجهها مركزة على الولايات المتحدة تحديداً إذ اصبح المدخل الرئيس للتعامل مع مشكلات التسلح في الشرق الاوسط خلال حقبة ما بعد الحرب على العراق آذار 2003 و محاربتها للقوى الاقليمية الصاعدة في هذا المجال (مجال التسلح النووي) و اسلحة الدمار الشامل و لعل الموقف الايراني في هذا الاتجاه يُعد الابرز في هذه الدراسة . كما لا ننسى ذكر ان الموضوع قد برزت اهميته كونه موضوعاً قليل الطرح على صعيد الدراسات الاستراتيجية ، من خلال قلة من بحث في موضوع التوازن الاستراتيجي لمنطقة الشرق الاوسط و ابعاده المستقبلية نتيجة لشمول الدراسة على دول المنطقة كافة إذ إن غالبية الدراسات السابقة قد أخذت بموضوع التوازن الاستراتيجي لمنطقة الشرق الاوسط من جانب قوة اقليمية واحدة في حين ان هذه الدراسة قد تناولت أهم الدول الممثلة للاقليم و ابراز اهم توجهاتها و ميزان القوة و الخلل الاستراتيجي الحاصل فيها منذ مرحلة الحرب الباردة و وصولاً الى مستقبل هذه الدول في التوازن الاستراتيجي داخل منطقة الشرق الاوسط و الدور الذي يُمكن ان تمارسه فيها .