المكانة الدولية للهند في القرن الحادي والعشرين

number: 
575
عربية
Degree: 
Imprint: 
علوم سياسية
Author: 
تـلا عاصم فائق
Supervisor: 
د. صالح عباس الطائي
year: 
2008

تناول العديد من الباحثين موضوع القوى الإقليمية والقوى الدولية الكبرى في إطار إقليم جنوب آسيا وتم البحث في إطار محاور متعددة منها طبيعة القدرات الهندية ولاسيما قدراتها العسكرية عامة والنووية منها خاصة فيما جاءت أخرى في إطار النظام السياسي الهندي أو في تناول علاقات الهند مع دول الخليج العربي فضلاً عن دور القوى الإقليمية الصاعدة في التوازن الإستراتيجي في الإقليم، وعليه لم يتم التطرق لموضوع المكانة الدولية للهند في القرن الحادي والعشرين، ومن هنا تأتي محاولتنا في إطار البحث عن المقومات الإستراتيجية التي تمتلكها الهند وتوظيفها لخلق المكانة المتوخاة في القرن الحادي والعشرين ولاسيما أن الهند تعد من القوى الإقليمية الرئيسة ولها دور إستراتيجي في قارة آسيا ودور إستراتيجي آخر لا يقل أهمية في إقليم آسيا-الباسفيك، فضلاً عن المساعي الهندية للحصول على دور دولي متميز في إطار سعي الهند الدؤوب لتبوء مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة. لذا لم تألُ الهند جهداً في تسخير كل إمكاناتها لبلوغ المكانة التي يرنو لها صانع القرار الهندي وبذل أفضل ما بوسعه لتجاوز المشكلات الإقليمية التي تعترض بلوغ ذلك الهدف وتكون القوة القائدة في الإقليم والمتنفذة فيه. وتعد الهند قوة إقليمية رئيسة تمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها لتأدية دور إقليمي رئيس وفاعل في آسيا عموماً وفي إقليم جنوب آسيا وآسيا-الباسفيك خصوصاً كما أن مقومات القوة التي تتمتع بها الهند تعد مقومات شاملة واستراتيجية لها أبعاد مختلفة وتشمل البعد أو الجانب السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي وفي إطار الجانب السياسي فإن الهند قوة ذات نظام ديمقراطي، علماني وعلى الصعيد العسكري فهي دولة ذات قدرات عسكرية تقليدية أولاً ونووية ثانياً تتسم بالتطور والتقدم وعلى الصعيد الاقتصادي تتميز بأنها دولة تمتلك العديد من مقومات القدرة الاقتصادية فضلاً عن الصعيد الاجتماعي إذ أن الهند دولة تتميز بالتعدد العرقي والديني واللغوي وعلى الرغم من ذلك التعدد إلا أنها نجحت في بناء دولة ديمقراطية ذات فعل سياسي خارجي تتوخى أن يكون مؤثراً لرفد طموحاتها في تحقيق الهيمنة والتفوق في الإقليم وخارجه لتحقيق المكانة الإستراتيجية في هذا القرن الحادي والعشرين. ويبدو أن امتلاك الهند العديد من مقومات القوة الشاملة الإستراتيجية التي يمكن أن توظفها لتعزيز دور إستراتيجي مهم لبلوغ مكانة إستراتيجية متميزة ويحقق طموحاتها لتكون قوة آسيوية قائدة في إقليم جنوب آسيا ومؤثرة خارجه وعليه فهي من القوى التي تستحق الدراسة والبحث والتحليل.