السياسة الخارجية الصينية حيــال قارة آسيا بعد الحرب الباردة

number: 
1559
Arabic
Degree: 
Author: 
زيـــــاد يوسف حمــد الدليمي
Supervisor: 
الأُستاذ الدكتور صالــح عبـــاس الطائــي
year: 
2012

تُعدُّ الصين دولة مهمة في قارة آسيا ، كما أنها الأولى في العالم من حيث عدد السكان ، والثالثة من حيث المساحة ، كما أن الصين ومنذ تأسيس جمهوريتها الشعبية عام 1949 وحتى كتابة هذه الرسالة متمسكة بالمبادئ والقيم والأيديولوجيات التي ورثتها من حضارتها السابقة ، وهي ساعية إلى الالتزام بها وتطبيقها ، وهذا ما يفسر سبب نجاحها في مجالات مختلفة كالاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا ومجالات أُخرى .كما إنها تنتهج سياسة خارجية سلمية ومستقلة ، والهدف الأساس لهذه السياسة هو حماية استقلال الصين وسيادتها وسلامة أراضيها ولا تخضع لأي ضغوط خارجية ، ولا تتحالف مع أية دولة عظمى أو أية دولٍ أُخرى ، ولا تسعى لإقامة حلف عسكري ، أو تشترك في سباق التسلح أو التوسع العسكري إلاّ للحفاظ على أمنها الداخلي فقط ، كما إنها معارضة لأشكال الهيمنة جميعها وملتزمة بصيانة السلام العالمي ، وترى الصين أن أية دولة سواء أكانت صغيرة أم كبيرة ، قوية أم ضعيفة ، غنيّة أم فقيرة ، تُعدُّ عضواً من أعضاء المجتمع الدولي ، وعلى قدرٍ واحد من المساواة ، وحل جميع النزاعات والخلافات بين البلدان بالطرق السلمية من دون اللجوء إلى القوة أو التهديد باستخدام القوة ولا تسمح بالتدخل في شؤون الآخرين لأي سبب كان ، كما إنها ساعية من أجل أن تكون المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والمبادئ الأُخرى المعترفة بها للعلاقات الدولية أساساً لبناء النظام الدولي السياسي والاقتصادي الجديد .وباستقراء المراحل التاريخية التي مرّت بها الصين بعد تأسيس جمهوريتها عام 1949 ، يبدو أنهاعاشت مرحلة صعبة وهي المدة الممتدة من (1949ـ 1977) ، لما كانت تمر به من أوضاع اقتصادية صعبة وضغوط خارجية كثيرة ، إلى أن حدثت القفزة الاقتصادية الكبرى وذلك بعد تسلّم ( دينغ هسياو بنغ ) زمام القيادة من (ماوتسي تونغ) ، إذ تميزت هذه المرحلة بالانفتاح النسبي والعقلانية والتقليل من الدور الذي تمارسه المؤسسة العسكرية ، أما بعد هذه المرحلة المزدهرة والممتدة من (978ـ 1990) ، انشغلت الصين ونظراً لما مرَّ به العالم من تغييرات كانتهاء الحرب الباردة وحرب العراق ، بمفهوم الصعود السلمي في سياستها الخارجية تجاه العالم بصورة عامة وتجاه قارة آسيا بصورة خاصة .