تحتل منطقة دول مجلس التعاون الخليجي المرتبة الأولى في العالم من حيث التأثير المباشر على إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية، لما تحتويه من موقع جيوبوليتيكي مهم وثروات نفطية ومعدنيه هائلة وأهمية في الصراع مع الإرهاب والتطرف الديني، مما جعل للمنطقة مكانة بارزة في التخطيط الإستراتيجي الأمريكي، تلك الأهمية فرضت على دول مجلس التعاون الخليجي تحديات كبيرة من الولايات المتحدة الأمريكية، اختلف حجم تلك التحديات من مرحله إلى أخرى، فاستخدمت تلك المنطقة لمواجهة الاتحاد السوفيّتي السابق خلال الحرب الباردة، ومن ثم نهاية تلك الحرب وبداية حرب الخليج الثانية وصولاً إلى أحداث 11 أيلول/ 2001 التي أصبحت الحد الفاصل بين إستراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية قبل وبعد 11 أيلول/ 2001.أنتجت تلك الأحداث إستراتيجية أمريكية جديدة تتماشى مع مصالحها تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، فظهرت ظاهرة (الإرهاب القادم من دول المنطقة) لتحل محل الشيوعية واستخدمت كل أنواع التدخل القسري لاستباحة المنطقة (دول مجلس التعاون الخليجي) لما فيها من مخزون كبير للطاقة، وتفردت الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة على المنطقة دون منافس سواءً كان دولياً أم إقليمياً، فضلاً عن سعيها إلى تغيير غالبية أنظمة حكم المنطقة باسم الديمقراطية لإعادة تشكيل المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي وبما يتوافق مع أهداف ومصالح الإستراتيجية الأمريكية الحالية والمستقبلية.