البرنامج النووي الايراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية

number: 
1761
Arabic
Degree: 
Author: 
صفا رشيد برع الدليمي
Supervisor: 
أ.م.د. قاسم محمد عبد الدليمي
year: 
2014

شهد العالم خلال القرن العشرين احداثا متعددة , مهدت لنشأة وازدهار ما عُرِفَ ب(التكنولوجيا ألنووية) , تمثلت في اكتشاف النشاط الاشعاعي والنيوترونات ، ونجاح اول تفاعل انشطار نووي متسلسل في العام 1942, بجامعة (شيكاغو) في الولايات المتحدة الامريكية , ومنذ ذلك التاريخ وظف الانسان الطاقة ألنووية , ونجح في تطوير التكنولوجيا المتعلقة بها ، وسخرها لخدمته.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انتابت الدول الكبرى ((الولايات المتحدة الأمريكية , روسيا الاتحادية , فرنسا , بريطانيا , الصين , المانيا)) حمى التسابق بخصوص حيازة التقنية ألنووية , وبدأت بالتسابق لتضمن لنفسها مكانا في (النادي النووي) , اي مجموعة الدول الحائزة على اسلحة نووية , والذي بدأ يتشكل آنذاك ، وكانت الاَلية الاولى تتمثل في إعلان الدولة عن تفجيرها النووي الأول, ومنذ ذلك الحين صار الدمار والرعب النووي بعد تفجيري: (هيروشيما وناكازاكي) عام 1945 يشكل الحقيقة العسكرية للتكنولوجيا النووية.وقد حاولت بعض الدول انشاء وتطوير برامجها النووية للإغراض السلمية او العسكرية لدعم هيبتها , وتعديل ميزان القوى في منطقتها ، إلاّ أنّ محاولاتها اصطدمت بعراقيل دولية كبيرة ، ومن تلك الدول (ايران) التي سعت منذ عهد الشاه (محمد رضا بهلوي) في ستينيات القرن الماضي الى بناء برنامج نووي كبير لامتلاك الطاقة سلميا بمساعدة امريكية وغربية ، إلاّ أنّها توقفت عن انجازه في اَواخر العام 1978 , بعد ان قطعت شوطا كبيرا , بسبب الاضطرابات الداخلية وعجز الميزانية , ثم التحول السياسي والإيديولوجي بمجيء الثورة الايرانية في 11 شباط من العام 1979 ، وتوقف العمل فيه للانشغال بترتيب الداخل , وتحصين الثورة , والحرب مع العراق عام 1980 ، فضلا عن الحصار ألمفروض , ليعود الالتفات اليه , والعمل فيه بمنتصف الثمانينات اعتمادا على القدرات الذاتية وبمساعدة صينية وباكستانية بعد رفض الدول الغربية التعاون معها ، لتأتي بعد ذلك مرحلة الاندفاع المكثف , والعمل الجاد في منتصف ألتسعينيات - بإنفتاح ايران على الغرب , وتبدل سياستها ألهجومية , مستغلة الاوضاع الدولية المضطربة بعد الحرب على العراق في العام 1991 , وتفكك الاتحاد السوفيتي , وهيمنة الولايات المتحدة الامريكية , مثل الاتفاق مع روسيا الاتحادية لاستكمال متطلبات البرنامج النووي وتطويره ، على الرغم من الاعتراضات والشكوك الامريكية والغربية بخصوص مقاصده ، لتصل ايران في منتصف العقد الاول من القرن الحادي والعشرين الى تقنية (تخصيب اليورانيوم) .ان دراسة البرنامج النووي الايراني , وما نشأ عنه من ازمة دولية تُعدّ من اهم المواضيع القانونية والسياسية المثيرة للجدل ، فقد ظل هذا البرنامج تحت الرقابة العادية للوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى تم الاعلان عن بناء ايران منشأتين نوويتين سريتين في (نطنز واراك) ، الاولى / للتخصيب , والثانية / لصنع الماء الثقيل ومنذ ذلك الوقت دخل البرنامج النووي الايراني منعطفا جديدا باتت معه الدول الكبرى تنظر بعين الريبة والشك الى الانشطة النووية الإيرانية , فيما شددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من رقابتها على تلك الانشطة ليفرض الملف النووي الايراني نفسه كأحد الملفات الساخنة على الساحة ألدولية , ولتشتد حرارته وتبرد طبقا لمدى تعاون ايران مع المطالب ألدولية , كما اسهمت الاحداث المتلاحقة : في تعميق شكوك الدول الغربية لتعلن الولايات المتحدة الامريكية ان البرنامج النووي لإيران ما هو إلا ستار لبرنامج نووي عسكري يهدف الى إنتاج السلاح النووي , في حين أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جانبها في تقريرها (65/2011/GOV) الصادر في 8 تشرين الثاني من العام 2011 على وجود شكوك واضحة حيال برنامج ايران النووي .وعلى الرغم من فرض مجلس الامن اربع حزم من العقوبات الدولية ضد إيران , وصدور قرارات عن مجلس المحافظين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص تنفيذ الضمانات المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني لم تفلح هذه الضغوط في اقناع طهران بالتخلي عن انشطتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم , وامتلاك تقنية (دورة الوقود النووي) بأكملها .وتقول ايران إنهّا تهدف من وراء برنامجها النووي الى تأمين20 )%) من الطاقة الكهربائية التي تحتاج اليها البلاد ، كما تسعى طهران الى تقليل الاعتماد على ثروتها الكبيرة من النفط والغاز الطبيعيين بهدف زيادة صادراتها ألنفطية , والحصول على مزيد من عائدات العملة ألصعبة , وتستند ايران في دفاعها عن انشطتها النووية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم - وهي : نقطة الخلاف الرئيسة بينها وبين ألغرب - الى المادة الرابعة من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية لعام1968 والتي تنص على حق الدول غير القابل للتصرف في تطوير وإنتاج الطاقة النووية , ومن بينها : تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية.وبناءً على ما تقدم فإنّ موضوع الوكالة الدولية للطاقة الذرية , والبرنامج النووي الايراني حظيا باهتمام المجتمع الدولي ومنظماته الدولية وأجهزتها المتخصصة من اجل الاحاطة بتفاصيله وفعاليته وما اَل إليه وفقا لالتزامات ايران القانونية حيال هذا الموضوع , والذي سيتم التطرق اليه تفصيلا في متن الرسالة .