الفاعلية في التوجه الإستراتيجي التركي حيال منطقة الشرق الأوسط بعد عام 2002 " العراق إنموذجاً "

number: 
1741
Arabic
Degree: 
Author: 
عدنان رحمان إبراهيم
Supervisor: 
أ.د. صالح عباس الطائي
year: 
2013

إن العلاقات الدولية مُنذ نشوؤها قامت جُل تفاعلاتها على مُحركَيَن أساسيين هما القوة والمصلحة، كما يراها كثير من المُنظرين لظاهرة العلاقات الدولية في هذا العصر الدولي القائم، ويمكن أن نضيف إليهما في العصر الراهن مُحركاً جديداً آخر هو الأخطار– الماثلة أو المحتملة – حيث أصبح هذا العامل من المُحفزات أو المُثيرات لسلوكٍ وأفعالٍ، كثيراً ما تجعل العلاقات الدولية والنظام السياسي الدولي يختلف عمَ كانا عليه. وإذا أردنا أن ندرس ظاهرة من ظواهر التفاعلات الدولية لوحدة دولية معينة وعلاقاتها مع بقية الوحدات الدولية الأُخرى – سواء على صعيد جوارها الجغرافي أو صعيدها الإقليمي أو صعيدها الدولي – فمن الخطأ أن نأخذ بظواهر شكل أو تداعيات أو نتائج هذه التفاعلات والعلاقات فقط، ونهمل دراسة مسبباتها أو مُحفزاتها أو عدم التركيز على الغاية من هذه التفاعلات والعلاقات والتأثيرات المتبادلة. عامل المصلحة يمثل بوصلة التوجهات الإستراتيجية عند الوحدات الدولية كافة، أما عاملا القوة والأخطار فيُعدا من أهم بواعث " الفاعلية " لأغلب الوحدات الدولية مهما كانت مكانتها وثِقلها في النظام الدولي، والفاعلية (التأثير)– بأبسط تعريف لها– تختلف وجهات النظر حولها حسب حجمها وإتجاهها. فالتوجه نحو أهداف وغايات محددة بصورة عامة يستلزم إحضار أسباب النجاح لتحقيق تلك الأهداف والغايات. ومن إحدى أسباب النجاح هذه هي الفاعلية. وبما أن الإستراتيجية بجانبيها – النظري والتطبيقي – تهُم القادة والسياسيين والإداريين، فيجب أن تكون للفاعلية حصة كبيرة من هذا الإهتمام لأنها تمثل إحدى أهم حلقات الوصل بين الأدوات والإمكانيات والموارد من جهة والأهداف والغايات من جهة أُخرى، وهذا يدفعنا الى القول إن هذا المصطلح عميق المعنى واسع الدلالة ويستوجب البحث فيه؛ وللبحث في هذا الموضوع ولكي تكون الدراسة ذات طابع علمي وواقعي، أخذنا واحدة من هذه الوحدات الدولية ألا وهي (تركيا) لدراسة فاعلية توجهها الإستراتيجي حيال منطقة الشرق الأوسط بعد عام 2002، ومنطقة الشرق الأوسط تُعد من أكثر المناطق حيوية في العالم وذلك لعدة أسباب (سيمرُ الباحث على ذكرهن خلال مراحل الدراسة)، لذلك كانت محط إهتمام القوى العالمية الكبرى وحتى القوى الإقليمية من داخلها أو من خارجها، فوضعتها ضمن أولوياتها الإستراتيجية، وكان تركيزهم على العراق واضحاً بشكل أكثر لأنه يمثل مركز هذه المنطقة جغرافياً فإذا خضع هذا المركز بكل ما يحتويه مادياً ومعنوياً وما يمثله في الساحتين العربية والإسلامية أصبح من الممكن السيطرة على باقي الأجزاء؛ لكن هذا الأمر ليس بهذه السهولة فتفاعلات الوحدات الدولية الموجودة في هذه المنطقة من أعقدِ ما يكون وأكثرها تشابكاً و أعمقها مشاكلاً وتأزماً. ولتوخي الدقة وعدم الإسهاب إلى مرحلة تشتت موضوعة دراستنا، إخترنا (العراق) إنموذجاً لها.