مكانة إسرائيل الإقليمية وأحداث 11 أيلول 2001 ( دراسة في الإمكانيات والفرص ) مكانة إسرائيل الإقليمية وأحداث 11 أيلول 2001 ( دراسة في الإمكانيات والفر

number: 
514
Arabic
Degree: 
Imprint: 
علوم سياسية
Author: 
ناجي محمد عبد الله هتــاش
Supervisor: 
الدكتور صالح عباس الطائي
year: 
2008

تتوخى هذه الدراسة البحث في ( مكانة إسرائيل الإقليمية وأحداث 11 أيلول 2001 – دراسة في الإمكانيات والفرص)، إذ يحاول الباحث فيها تحليل المتغيرات، التي ساعدت إسرائيل في إدامة وجودها في بيئة غريبة عنها، ومحاولاتها الدؤوبة، بلوغ حالة من الهيمنة الإقليمية ، في منطقة تعد من أهم مناطق العالم حيوية، تلك هي الممتدة من إيران شرقا إلى مصر والسودان غربا، ومن تركيا شمالا، إلى الخليج العربي جنوبا، فهذه المنطقة كانت تشكل بالأمس القريب منطقة الشرق الأوسط، حسب الرؤية البريطانية، واليوم هي تشكل القلب النابض لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي رسمته الولايات المتحدة. لعل من البديهي أن تسعى الوحدات السياسية الدولية تخطيطا وتنفيذا لإيجاد مكانة دولية لنفسها، معتمدة على سياسة المكانة التي أساسها الإمكانيات الذاتية المختلفة وخاصة العسكرية، والقدرة على استخدامها بهدف إيقاع التأثير على الوحدات السياسية الأخرى، من هنا اختلفت الدول فيما بينها، من حيث المكانة الدولية التي تتمتع بها كل منها، فمكانة روسيا الدولية اليوم، غير المكانة الدولية التي كان يتمتع بها الاتحاد السوفيتي سابقا، ومكانة دولة مثل بلغاريا على سبيل المثال، ليس كالمكانة الدولية التي تتمتع بها الولايات المتحدة المهيمنة على النظام السياسي الدولي. وعندما نبحث في المكانة الإقليمية لدول الشرق الأوسط ، نجد إن من الطبيعي أن تسعى دول كبيرة فيه مثل مصر، تركيا، العراق قبل احتلاله، إيران، والسعودية ، لتبؤ مكانة متقدمة لها على سلم قوى الهرم الإقليمي ، اعتمادا على ما تتوافر عليه كل قوة من إمكانيات وقدرات، من جهة ولكونها دول أُنشأت وولدت ولادة طبيعية في رحم هذا الإقليم ، من جهة أخرى، وعاشت تأريخه بأدق تفاصيله ومراحل تطوره ، ولعبت فيه أدوارا عِبرَ مراحل تأريخية مختلفة، وأثرت وتأثرت بكل متغيراته على مر الزمن، فضلا عن وجود قواعد وعوامل مشتركة أخرى ، كالعامل الثقافي، والديني، وحتى الاجتماعي. أما بالنسبة لإسرائيل كدولة ضمن هذا الإقليم، فإنها الوحيدة التي تختلف عن دوله ، بدأ من نشأتها غير الطبيعية، إذ إنها صُنعت صناعة ، وأُوجدت بالقوة الاحلالية، وتشكل شعبها من (شتات) يهود العالم، ناهيك عن كونها تختلف اختلافا جذريا عن كل دول الإقليم ، تاريخيا، وثقافيا ، ودينيا، واجتماعيا، وهو ما جعلها كيانا منبوذا من محيطها الإقليمي، ولم يكن هذا الأمر بعيدا عن الإدراك الصهيوني ، فالحركة الصهيونية كانت تدرك تماما الخطر الذي سيحيق بالدولة الوليدة وسط البيئة المعادية التي أوجدت فيها، من هنا جاءت الأهداف التي رسمتها الصهيونية ، على وفق أولويات من أهمها : 01 التخطيط لإقامة الدولة بالتنسيق والتعاون مع القوى الدولية الفاعلة في النظام السياسي الدولي ، والمسيطرة على الشرق الأوسط، ففتحت مبكرا أبواب الهجرة لاستيطان أكبر عدد ممكن من اليهود على أرض فلسطين، ومن ثم الحصول على الوعد بإقامة الدولة ،فكان وعد بلفور عام 1917 اللبنة الأساسية للدولة المنشودة
02 اكتساب الشرعية الدولية والقانونية لقيام دولة إسرائيل ، ونقصد قرار التقسيم 181 لسنة 1947، ومن ثم إعلان قيام الدولة في 15مايس1948، واعتراف الأمم المتحدة بها كعضو جديد ضمن الأسرة الدولية ، وتوالي الاعترافات الدولية بها 03 تحقيق الغاية القومية ، بأن تكون الدولة دولة قومية يهودية(1) ، استنادا إلى مغالطات دينية وتاريخية، وهو ما أكده إعلان قيام الدولة، بأن أهداف الدولة الأساسية تدور حول أرض إسرائيل ، وهي مهد الشعب اليهودي، وفتح حدود الدولة لكل اليهود في العالم ليتجمعوا في إسرائيل عن طريق الهجرة(2). 04 الحفاظ على كيان الدولة، من خلال بناء جيش قوي يستند على قوة احتياط كبيرة، يستطيع الدفاع عن الدولة ، وفي هذا يقول ليفي أشكول (( إن حماية وجود الدولة والحفاظ عليها ماديا وروحيا، ثم تدعيم مستقبلها وتأمين استمرار وجودها مسالة تحتل الصدارة في عقول الصهيونيين))(3) . إن هذه الأهداف ما كان لها أن تتحقق لولا عنصر القوة، ليس فقط في جانبها العسكري وإنما في جميع الجوانب الأخرى، وبما يحقق تفوقا نوعيا على الكم العربي