السلوك السياسي الخارجي الروسي تجاه آسيا الوسطى بعد عام 2000

number: 
1866
عربية
Degree: 
Author: 
إنصاف طالب محمدعبيد
Supervisor: 
أ.م .د أسامة مرتضى باقرالسعيدي
year: 
2015

وجدت روسيا على اثر تفكك الاتحاد السوفيتي في اواخر عام 1991 , نفسها امام استقلال هذه الجمهوريات في المنطقة , لاسيما وان هذه الجمهوريات كانت خاضعة لسيطرة المركز في موسكو قد استقلت واصبحت جمهوريات تجاور روسيا لابل تحاول الخروج من دائرة الارتباط الروسي من خلال ماانتهجته من سياسات خارجية ومانسجته من علاقات مع قوى اقليمية ودولية .ان منطقة اسيا الوسطى تشكل جزء اساسي في المجال الحيوي الجيوسياسي لروسيا وكانت منذ فترات سابقة موقعا متقدم على الجهات الجنوبية والجنوبية الغربية للامبراطورية الروسية القيصيرية ومن ثم السوفيتية , لذا فمن الطبيعي ان تصبح من أولويات السياسة الخارجية الروسية هو الابقاء على مرتكزات النفوذ ومحاولة تعزيزها .ومنطقة اسيا الوسطى لها اهمية عظمى وحيوية من الناحية الاقتصادية فهي تضم دولا غنية بمواردها الطبيعية وثرواتها كالنفط والغاز والفحم والمعادن النادرة  , وهي ذات قدرات اقتصادية وعلمية وتقنية متطورة ومن هذا المنطلق فقد اعتبرت روسيا ان اي تدخل دولي بصفة عامة وامريكي بصفة خاصة هو في واقع الامر يشكل تهديدا للامن القومي الروسي , وعليه فان اي تهديد يواجه منطقة اسيا الوسطى هو تهديد للامن القومي الروسي وفي الواقع يشكل الدفاع عن الحدود الخارجية للدول المستقلة هو الخط الامامي للدفاع عن الامن الروسي الذي يتعرض للعديد من الضغوط الدولية والاقليمية , وعلى هذا الاساس يعد البعد الامني  المحور الاهم في السلوك السياسي الخارجي ومع وصول الرئيس الروسي ( فلاديمير بوتين ) الى السلطة في عام 2000 , حدث هناك تغيير في التوجهات الخارجية الروسية , واتجهت نحو بداية مرحلة جديدة بعد ان كانت تتبنى سياسات تتوافق وتنسجم مع التوجهات الغربية بشكل عام , حيث عمل الرئيس بوتين على توطيد التعاون والعلاقات مع جمهوريات اسيا الوسطى وجاء ذلك في مقدمة مبادئه , فضلا عن تبني سياسات تقوم على الموازنة تحقيقا لاكبر قدر من المنفعة الاقتصادية والامنية لروسيا , وخاصة ان روسيا دولة قارية كبرى لديها اهداف اقليمية ودولية تنوي تحقيقها باستخدام مختلف الوسائل الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية , لاسيما وان التوجهات الجديدة للرئيس بوتين هو استعادة المكانة الدولية لروسيا .