تعددت العوامل التي سيرت نشاط الأمم في مختلف الأدوار الحضارية وتنوعت فمنها عوامل دينية وسياسية واجتماعية وعرقية واقتصادية مثل العامل الاقتصادي دوراً مهماً على مر التاريخ وما يزال هذا الدور يتصاعد، مما جعله محوراً مهماً من محاور السياسة الدولية في فرض الهيمنة السياسية من خلال اقتصاد السوق والتحكم الاقتصادي بمصائر الشعوب وثرواتها شكل التطور الاقتصادي والتقني للولايات المتحدة الأمريكية عاملاً مهماً من عوامل الهيمنة الدولية مما ساعدها في الانفراد للتحكم بالعالم ولاسيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ومما تقدم جاءت الحرب على العراق التي شّنتها الولايات المتحدة الأمريكية واحتلاله عام 2003 بدوافع سياسية واقتصادية تمثلت بإستراتيجية تفضي الى السيطرة على منابع النفط، ولما يمثله العراق من موقع جيو سياسي مهم في منطقة الشرق الأوسط مما يجعل دوره محوريا في عملية تشكل الشرق الأوسط الجديد الذي تدعو له الولايات المتحدة الأمريكية ,فضلاً عن إعادة رسم الخارطة السياسية والإيديولوجية وحسم الصراع الثقافي بين الشرق والغرب، إضافة فضلا عن أمن إسرائيل من خلال تفكيك دول المنطقة ومن نتائج الاحتلال الأمريكي للعراق النمو الاقتصادي لبعض جيرانه علي حساب الاقتصاد العراقي، كما أنه فسح المجال لبعض الدول الإقليمية للتدخل بشؤون العراق ودول أخرى بالمنطقة لأسباب عقائدية وعرقية واقتصادية، تهدف بالنتيجة إلى فرض الهيمنة السياسية، كل ذلك يصب في مصلحة المشروع الأمريكي لصياغة مشروع الشرق الأوسط الجديد من خلال أطروحة الفوضى الخلاقة .
