ان مسألة حقوق الانسان و حرياته باتت موضوعاً يمــس حياة كل الشـــــــــــــعوب و الــــــــدول و تطورها باختلاف حضاراتها و مواقعها الجغرافية و انظمتها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية .فالحرية ترتبط بالانسان ، فهي الانعكاس الحقيقي و الطبيعي لإنسانيته ، و بالإمكان تلمس هذا الارتباط من خلال صراع الانسان و نضاله في سبيل صيانة و ضمان حرياته فجميع الثورات و الانتفاضات التي اشعلتها الشعوب ضد الحكام المستبدين كانت مؤسسة على باعث يكاد يكون واحداً الا و هو انتزاع الحقوق و تأكيد الحريات .فكانت ثمرة هذا الصراع ، أن تعمد الحكومات على مختلف انظمتها السياسية الى تكريس هذه الحقوق و الحريات في دساتيرها و قوانينها لضمان ممارستها و التمتع بها حرية السفر تمكن الشخص من الانتقال داخل اقليم الدولة و خارجها بالوسيلة التي يختارها و في الوقت الذي يشاء ، و التي أقرتها معظم الدساتير في العالم ، في اطار يضيق و يتسع مداه بنسبة ديمقراطية النظام او تسلطه .و لا تقتصر الدول على تضمين دساتيرها نصوصاً تتعلق بحرية السفر و انما تعمل على تقرير الضمانات التي تكفل ممارستها ، و تحول قدر الامكان دون اهدارها غير ان تقرير حرية السفر و تأكيد كفالتها في المواثيق الدولية و الدساتير لا يعني اطلاقها بغير حدود او قيود ، فالحريات اذا لم تمارس في حدود و ضوابط في اطار سلطة منظمه لانقلبت بالضرورة الى فوضى .
