منذ أحداث 11 أيلول 2001، و العالم يشهد تغييرات كبيرة أدت بدورها إلى إحداث جملة من التحولات في موازين القوى والمصالح في مناطق العالم كافة، ولعل من أبرز تلك المتغيرات ما يمكن ملاحظته جلياً في منطقة الشرق الأوسط، والمتمثل بزيادة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة ، إذ اخذ الاهتمام الأمريكي يتزايد شيئاً فشيئاً بالمنطقة، للحفاظ على أمنها القومي وأمن حلفائها، لقد كانت وما تزال منطقة الشرق الأوسط منطقة مهمة للمصالح الأمريكية ولقد أكدت المراحل الزمنية المتعاقبة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية ، ارتفاع أهميتها النسبية في الحسابات الجيوستراتيجية الأمريكية، إذ مثلت منطقة الشرق الأوسط المسرح الذي جرت عليه اغلب أحداث الحرب الباردة وما بعد الحرب الباردة، وتوزعت أهمية هذه المنطقة في جوانب متعددة منها الجانب السياسي والجانب العسكري والجانب الاقتصادي فضلاً عن ترابط تلك الجوانب مع بعضها البعض حتى شكلت بذلك نقاط انطلاق تدعم التوجهات الأمريكية الإستراتيجية في المنطقة، والتي تقوم على التوازنات القائمة وزيادة الوجود العسكري الأمريكي، وبما يسمح للولايات المتحدة الأمريكية بفرض هيمنتها على العالم بأسره.