اصبحت حماية البيئة من الملوثات امراً ضرورياً في الوقت الحاضر , لتفاقم المشكلات البيئية بشكل كبير , فسعي الانسان نحو التقدم والمدنية والحضارة الصناعية او التقنية , قد أخل بتوازن البيئة وأسهم بصورة قوية في فسادها وتلوثها , لذا اتجهت الابحاث والدراسات - العلمية منها و القانونية- , الى الاهتمام بالبيئة ومشاكلها , وسبل القضاء على التلوث البيئي وحماية عناصر البيئة , وبالاخص خلال العقود الاخيرة , وعلى المستويين الدولي والوطني على حد سواء .فالبيئة تمثل محور حياة الانسان , وهبة الله التي وهبنا اياها , لنحيا بها ونؤدي رسالتنا فيها , وذلك لن يكون الا بحمايتها والمحافظة عليها , فالمحافظة على توازن البيئة وسلامتها هو واجب يقع على الدولة والافراد معاً , لان تلوث البيئة يعود بالضرر على الجميع , فكل تغيير كمي او كيفي يمكن ان يحدث في البيئة – سواء قصداً او اهمالاً – ستنعكس اثاره السيئة على الاحياء جميعا , واولهم الانسان ,لذا كان من الضروري ان يبذل الجميع كل جهودهم لحماية البيئة من التلوث بكافة انواعه , ومنه التلوث السمعي , ذلك التلوث الذي لايقل خطورة او اهمية عن انواع التلوث الاخرى , وان كان يتميز عن غيره من الملوثات البيئية الاخرى بقلة الدراسات والابحاث والاهتمامات الدولية و الوطنية .فحماية السكينة العامة من كل مظاهر الضجيج والتكدير والاقلاق يعد من اهم مطالب البيئة السليمة , فما جدوى حماية بيئة معينة من كل انواع التلوث البيئي وتحقيق مثل هذه الحماية على ارض الواقع –فرضاً – دون توفير سكينة عامة او هدوء عام في تلك البيئة ان الاجابة عن هذا السؤال وحدها كافية للدلالة على اهمية هذا النوع من التلوث وعمق اثاره في بيئة الانسان , علماً ان السؤال يصح ايضاً لانواع التلوث البيئي الاخرى , الامر الذي يدفعنا الى القول ان قضية البيئة بصورها المختلفة وجوانبها المتعددة , تستحق كل اهتمام ودراسة .
