الاستراتيجية الامريكية والنفط العراقي بعد عام 2003 (دراسة في الادراك والتوظيف)

number: 
1826
عربية
Degree: 
Author: 
دعاء عبد المنعم خفي
Supervisor: 
د. إحسان عدنان عبد الله جواد العبيدي
year: 
2015

من البديهي القول انه ليس هنالك دولة في عالم اليوم، مهما كانت قوتها العسكرية او وزنها السياسي او مكانتها الاستراتيجية او فعاليتها في مجالها الاقليمي او الدولي، تخلو من غايات واهداف تسعى الى تطبيقها، اذ ان وجود الدولة، اية دولة يفترض ويستلزم وجود اهدافا ومصالح يحتويها اطارها الايديولوجي والمعبر عن فلسفة صياغة الحياة السياسية فيها، وتسعى تلك الدول الى تحقيق اهدافها من خلال استراتيجية قائمة على مبادئ وعلى وفق مراحل ومستويات معينة تؤدي تبادلية التأثير في محيطها الاقليمي والدولي وتنتج دوماً تغير شكل النظام الدولي كنتيجة طبيعية لتفاعل العديد من المتغيرات التي تعد بمثابة مدخلات تؤدي الى احداث التغيير في العلاقات التبادلية لوحدات النظام الدولي والتي لابد ان تنتهي بصيغة مخرجات وتحولات اساسية في النظام وفي استقراره والولايات المتحدة احدى اهم تلك الدول التي تؤدي استراتيجيتها الشاملة الى تحولات في البيئة الدولية او الانظمة الاقليمية.اذ ترتبط صناعة النفط بالولايات المتحدة الامريكية اكثر من ما ترتبط اية صناعة اخرى بدولة معينة في القرن الحادي والعشرين، وصورة (رجل النفط الامريكي) عدت ظاهرة في حياة الامريكيين منذ القرن التاسع عشر لذا اصبح للنفط اهمية خاصة في مدرك المخطط الاستراتيجي الامريكي اذ عد من المصالح الحيوية للولايات المتحدة وحلفائها وان الحاجة المتزايدة من النفط زادت من اهمية هذه السلعة الاستراتيجية وهذه الاهمية والحاجة تبدو اوضح لدى الولايات المتحدة الامريكية بسبب ضخامة مؤسساتها الصناعية وترسانتها العسكرية وبسبب اعتمادها على امدادات الخارج لسد النقص في متطلباتها الصناعية والتكنولوجية، ماذكر اصبح كل منطقة وكل اقليم وكل دولة تحتوي امدادات نفطية مؤثرة في السوق العالمي ضمن اهتمامات واولويات الولايات المتحدة الاستراتيجية، فاصبح الشرق الاوسط عموما والعراق خصوصا وعلى وفق الاستراتيجية الامريكية احد الوسائل او احد الادوات الجديدة التي تسعى من خلالها لتحقيق استراتيجيتها العالمية وتحقيق مصالحها واهدافها الحيوية، لاسيما ان العراق يمتلك مقومات استراتيجية مضافة اخرى تمكنه من القيام بدور لاحداث تغيير على صعيد المنطقة بما يلاءم المصالح الامريكية، وان السيطرة عليه وعلى منابع النفط فيه بشكل خاص تعني من بين ما تعنيه التحكم في مفصل جيوستراتيجي من المنطقة وما حولها ومن ثم التحكم في متغير استراتيجي اقتصادي مؤثر في ترتيب هيكلية النظام الدولي واحتوائها العراق تعني احتواء دوره السياسي الفاعل في المنطقة.