تُعدّ الولايات المتحدة الأمريكية من الدول الأكثر تأثيراً في الساحة الدولية، لما تمتلكه من مدخلات القوة والتأثير ضمن وسائل تنفيذ السياسة الخارجية، وتوجيه جل قدراتها نحو هدف واحد ألاّ وهو: التربع على قمة الهرم الدولي،الأمر الذي فرض على إدارتها المتعاقبة استخدام مختلف الوسائل للوصول إلى غايتها العالمية، وأجهدت ذاتها في تسخير كل ممكناتها بالاتجاه الذي يصب في تحقيق تلك الغاية.فمعظم الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، إن لم نقل جميعها، كانت قد عملت على التركيز في خيار القوة مدعومة بنسبة مهمة من مواردها المتاحة، لاسيما الاقتصادية لترتيب أوضاع بيئتها الخارجية على النحو الذي يساعدها على رفد سعيها المستمر نحو تحقيق تلك الأهداف العليا التي ترنو إليها، وانسجاماً مع ذلك، فقد عمدت إدارة باراك أوباما منذ تسنمها السلطة، وخلال ولايتيها الأولى والثانية إلى تفعيل مدخلات القوة الأمريكية في سياستها الخارجية لاستدامة هدف الهيمنة الأمريكية عالمياً.