كان لإختراع الكمبيوتر وتطوره وإستخدامه في إجراء الإتصال عبر الانترنت، اثر عظيم بحيث يعد ثورة جديدة متطورة في مجال الاعلام و الاتصالات، فالانترنت غير الكثير من المفاهيم الخاصة بالمكان و الزمان. ولم تعد العلاقة بين الفرد ووسيلة الاعلام علاقة المتلقي الذي لا يوجد له دور سوى ان يطلّع على ما تقدمه الوسيلة الاعلامية، إذ صار طرفاً فعالاً يستطيع أن ينشأ موقعاً على الانترنت يطلع عليه عدد كبير من الناس في انحاء العالم قد يتجاوز عددهم عدد من يطلع على اوسع الصحف العالمية انتشاراً. ويمكن لأي شخص ان يطلع على الكم الهائل من المعلومات التي توجد على مواقع الانترنت ويستطيع ان يرسل رسائل لمن يرغب في العالم ومن مسكنه عن طريق البريد الالكتروني ويمكنه ان يصحبها بأفلام او بقطع من الموسيقى او بعض الصور و الرسوم او برنامج من برامج الكمبيوتر. ويمكن لهذا الشخص ان يتلقى الرد على رسالته في الحال كما يمكنه ان يخاطب مراسله ويراه في ذات الوقت عن طريق استخدام ملحقات الصوت و الصورة الخاصة بجهاز الكمبيوتر.ومع شيوع إستخدام وسائل تقنية المعلومات وتزايد الاعتماد على نظم المعلومات وشبكات الحاسوب وفي مقدمتها الإنترنت، شاعت في السنوات الاخيرة طائفة جديدة من الجرائم التي تستهدف المعلومات وبرامج الحاسوب كالدخول غير المرخص به الى انظمة الحاسوب و الشبكات والاستيلاء على المعلومات او إتلافها عبر تقنيات الفايروسات وغيرها من وسائل التدمير المعلوماتي و جرائم قرصنة البرمجيات، وشاعت ايضا الجرائم التي تستخدم الحاسوب وشبكات الاتصال كوسيلة لارتكاب انشطة جرمية تقليدية كالإحتيال عبر الحاسوب والتزوير باستخدام التقنيات الحديثة، هذا عوضا عن طائفة جديدة من الجرائم استخدمت تكنلوجيا المعلومات كبيئة لها، كما في جرائم توزيع المحتوى غير القانوني والضار عبر الانترنت كمخازن البيانات الجرمية ومواضيع لتنسيق أنشطة الجريمة المنظمة وجرائم غسيل الأموال الالكترونية.وجريمة الإحتيال الالكتروني تعد واحدة من هذه الجرائم الهامة، دراستها مسألة هامة و ضرورية بسبب تطور الحياة الاقتصادية و اتجاه نشاط الافراد نحو زيادة ثرواتهم ونشوء أساليب ذلك النشاط، ومن هنا عمد الكثير من المحتالين على إختصاص هذه القرصنة وإستغلال تلك الرغبة عليهم لإعمال ذكائهم ومهاراتهم للإستيلاء على بعض اموالهم ولاسيما ممن تتوفر فيه الطيبة والسذاجة والثقة الزائدة. وجرائم الانترنت من الجرائم الحديثة حيث ان حروب المستقبل ستخسر او تربح عبر شبكة الانترنت وليس في ارض المعركة لان تدمير نظم الحاسوب الحديثة لأي دولة ممكن ان يرجعها الى القرون الوسطى، كذلك يستلزم منعها ومكافحتها مكافحة فعالة بإتباع نهج دولي منسق اضافة الى التنسيق الداخلي.