لايعد البحث في ظاهرة التغيير جهداً انسانياً حديثاً، بل له جذوره الممتدة في التاريخ، فالتغييربوصفه ظاهــره مرتبطــة بالــوجود الانســاني لــه مصــادره الخـاصة التــي تدفــع بآتجـاه حصول حالة التحول التـي تسمى بالتغيير والتـي حددهـا { الفن توفلر } بثـلاث اليات رئيسـة هـي العنف والثـروة والمعرفة ففـي بواكـير نشـأة الدولـة القوميـة وتبلـور عصـر التجـارة كـان تراكـم رؤوس الأمــوال وتكديسـها يعـد معيـاراً رئيسـاً للقـوة والهيبة التـي تتمتع بهـا الأمـم، وكان لهذه التطــورات آنعكسات مباشرة على طبيعة البنـاء الاجتمـاعي والاقتصــادي والسياسي والفكـري على مستوى البلدان المهيمنة على التجارة العالمية أو على مستوى العلاقـات فيمـا بينهـا، وطبيعـة النظــام السيـاسي الدولــي وتوزيـع معامـلات القــوى في إطــاره فـي حين أصبح سباق التسلــح وتعزيز القدرات العسكـرية سمة أساسية لنظام توازن القوى الذي آستمر حتــى آندلاع الحــرب العــالمية الثـانية مصدراً أساسيــاً لتغيرعلاقــات القـوى ومواقعها في سلم الهرميـة الدولية، وعندمـا بـدأت المعرفـة النظرية في العلـوم الطبيعيـة تحقق تطورات جذرية ومهمة في ميــادين مختلفة، وآزدادت علاقــاتها بالتكنولوجيــا توثيقـــاً فـــي عصر الثــورة العــلمية والتكنـولـوجيـة المعـاصرة ، أسـهمت هـذه الثـورة فـي خلـق عالـم جديد تتقـاطع فيـه الآمــال المعلقـة على إنجـازات هذه الثـورة ومــا يمكـن أنْ تضيفة لصـالح تذليل العقبات والمشاكل الرئيسة التي تواجة المجتمع الانساني من ندرة المــوارد الأوليـة ومصادر الطاقـة وتقـريب أوصـال العــالم ليصبـح قريـة كونيـة وتحسيـن الانتاج ورفــع مستـوى الصحــة والمعيشـة والدخـــل والسيطـرة علـى الطبيعة الذي تتقاطع مع المخرجات التي تمخضت عنهــا الثـورة العـلمية والتكنولـوجية فإن القرية الكونية التي أوجدها التطور التكنولوجي والتي سمحت للكثير مـن المعنيـن بتمنـي ذوبــان التباينـات الثقــافية والقــومية بين الشعـوب وعــالم خــال ٍ من الصراعــات والازمــات تشهد تفجيراً متزايـداً في الصراعات المتركزة على أساس القومية وعودته الى الأُصول والتمسك بالهوية، وهـذا الأمر يهدد النسيـج الاجتمــاعي والوحــدة الــوطنية لبــلدان العالم كافة مثلمـا أصبـح يبشر بتحـويل الوضع الى قاعدة التدخــل المسموح به لحماية حقوق الأقليات والديمقراطية.