كما هو معروف ان لكل بحث أو دراسة أهمية تثير انتباه الدارسين والباحثين وتشدهم للبحث ، اذ تكمن أهمية البحث الموسوم " اثر البرنامج النووي الايراني في العلاقات الأمريكية - الإيرانية حقبة ما بعد الحرب الباردة " في أنه من المواضيع المهمة في السياسة الدولية المعاصرة، فضلاً عن أنه يشتمل دراسة علاقة دولتين لهما ثقلهما الدولي والإقليمي ، وان هذه العلاقة قد شهدت درجة عالية من التناقض منذ تغيير النظام الايراني عام 1979، والى اليوم ،ولاسيما في ظل المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية ، والتي عصفت بهذه الدول بشكل خاص ، وفي العالم بشكل عام ، سواء تغير أنظمة الحكم فيها ، أو قيام الحروب الإقليمية التي شهدتها المنطقة ، كالحرب الإيرانية – العراقية ، وحرب الخليج الثانية ، فضلاً عن المتغيرات الدولية كتفكك الاتحاد السوفيتي ، ونهاية الحرب الباردة التي أفضت إلى تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بهيمنتها على العالم وما فرضته هذه الهيمنة ، التي ألقت بظلالها على العلاقات الدولية ، ومن ثم إحداث 11 أيلول/سبتمبر عام 2001، وما رافقتها من تغيير في إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية الكونية، والتي أعقبتها متغيرات وحروب كالحرب على أفغانستان والعراق ، ومن ثم معرفة ما تشهده حالياً هذه العلاقة وما سوف تشهده في المستقبل وتبرز أهمية الدراسة في أنها لا تشتمل على العلاقات الأمريكية – الإيرانية خلال مدة زمنية معينة ، وإنما تتضمن أكثر المواضيع إثارة على الصعيد الإقليمي والدولي ، كونه يتعلق بالانتشار النووي سواء في العالم أو منطقة الشرق الأوسط، وهو البرنامج النووي الايراني الذي حظي ولا يزال يحظى بالاهتمام الدولي، ولاسيما من قبل (الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وإسرائيل) ، وكذلك إطراف أخرى دخلت على هذا الملف كـ(روسيا والصين) ، وحظي بقلق العديد من الدول العربية والإسلامية ، والذي أصبح نقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين، وتحولت العلاقات بموجبه إلى أزمة دولية عصفت بالعالم ومن أهمية الدراسة أيضاً في أنها تعرضت إلى نشأة وتطور هذا البرنامج والدوافع من إنشائه ، ومن ثم تأثيره على العلاقة خلال حقب ومراحل مختلفة ، والذي ما زال تأثيرها مستمراً ويفتح المجال أمام احتمالات عديدة تلقي بآثارها على مستقبل العلاقات الأمريكية – الإيرانية.