الحقوق السياسية للمرأة (دراسة مقارنة)

تعد الحقوق السياسية التعبير الحقيقي لتمتع الإنسان بصفة المواطنة في أي دولة رجلاً كان أم امرأة و إذا كان بالإمكان تقسيم حقوق الإنسان عموماً من حيث تاريخ ظهورها وإقرار تمتع الإنسان بهــا فأن مكان الحقوق السياسية يكون ضمن الجيل الأول من حقوق الإنسان إلى جوار الحقوق المدنية التي ظهرت إلى الوجود من خلال إعلان فرجينيا عام 1776 وإعلان استقلال الولايات المتحدة في 4 تموز 1776 وإعلان حقوق الإنسان والمواطن الفرنسي في 26 آب 1789 التي شكلت تاريخ ولادة هذا الجيل من حقوق الإنسان والتي أخذته عنها الدساتير التي  صدرت في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين وبعد نضال طويل خاضه الإنسان ضد الطغيان والاستبداد الذي واجه الإنسان بصرف النظر عن جنسه إلا انه لم يتعرض إنسان إلى الظلم و الحرمان من الحقوق وخصوصاً السياسية منها مثل  المرأة في كل الأماكن والأزمان بسبب النظرة السائدة آنذاك والتي ترى إن المرأة لا تملك الأهلية اللازمة لممارسة شؤون الحكم ولا الإسهام في الحياة السياسية للدولة فهي لا تصلح  إلا لشؤون  البيت والعائلـة وذلك وفقاً للتقاليد الرومانية والمسيحيـة التي قصرت دور المرأة في الحياة على لزوم البيت وغزل الصوف وطاعة الزوج فقط، إلا إن هذا الوضع تغير بعد نضال طويل خاضته المرأة لتوكيد حقها في المواطنة والكرامة والمساواة مع الرجل في ممارسة الحقوق السياسية وعلى قدم المساواة.