لقد شهد العالم في أواخر القرن العشرين، ثورة تكنولوجية حاملة أنواع الاختراعات والابتكارات وأحدث التقنيات والتطورات في مجال الحاسبات الآلية، وأجهزة الاتصالات حيث طوّر الإنسان قدرة هذه التكنولوجيا في التعامل مع المعلومات، بالحفاظ عليها من خلال جمعها وخزنها وتنظيمها، وذلك كله عن طريق شبكة اتصالات معلوماتية تعرف بالانترنيت التي تم إنشاؤها سنة 1960، حيث تشكل هذه الشبكة حلقة وصل بين مجموعة من الحاسبات الآلية، لتقوم بعملية نقل وتبادل العديد من المعلومات، بشكل سهل وسريع وبغض النظر عن نوعية الحاسبة المستخدمة.وكان الحدث وراء ظهور أو نشوء مثل هذه الشبكة يرجع إلى رغبة وزارة الدفاع الأميركية في تقنية معينة تحميها وتمكنها من تبادل المعلومات والحوارات والرسائل والملفات بين دوائرها، خاصة إذا تعرضت لخطر هجوم نووي، فعلى هذا الأساس تعاونت مع إحدى الشركات على إنشاء هذه الشبكة التي أطلق عليها حينها، بشبكة (أربانيت) ففي بداية ظهور هذه الشبكة كانت عملية استخدامها أو الانتفاع بها مقصور على عدد محدد من الشخصيات، إلى أن اتجهت مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية سنة 1986 بتطوير وتوسيع نطاق هذه الشبكة بحيث تكون متاحة لجميع دول العالم ولا تقتصر على دولة الولايات المتحدة فحسب، وعرفت هذه الشبكة بالانترنيت التي تقدم خدمات لا نظير لها في أي وسيلة اتصال تقليدية فهذه التكنولوجيا طورت وأثرت في جميع أركان المجتمع الإنساني فأصبحت التجارة تتم بواسطة الانترنيت أي عن بعد وشمل ذلك التعليم والتسوق والعلاج والعمل والمشورة والقضاء والبنوك، فأصبح كل شيء بعيد قريب داخل هذه الشبكة، التي من خلالها حولت العالم إلى قرية صغيرة.فقد وجد العديد من التجار ضالتهم في هذه التقنية الحديثة، بحيث تكون فرصة لترويج سلعهم بأسرع وقت وأقل كلفة مما لو استعانوا بالوسائل التقليدية، فالإعلان عن السلع والبضائع بدل من أن يكون تقليديـاً يكـون إلكترونياً يصل إلى علم العديد من المستهلكين إلى أن يتم التفاوض، ومن ثم التعاقد على السلعة محل العقد.