يتمتع النقل بأهمية ستراتيجية في دول العالم أجمع منذ عصور سحيقة، على صعيد التبادل التجاري الداخلي أو على صعيد التجارة الدولية. فهو يمثل في الواقع عصب تلك التجارتين طالما إنه يؤدي الى توفير المواد الأولية والبضائع والسلع ونقلها من أسواق الإنتاج الى أسواق الأستهلاك والأستثمار. وللنقل صيغ مختلفة، وترتبط هذه الصيغ، عموماً، بالوسيلة التي ينفذ عن طريقها النقل. فقد يكون النقل جواً أو براً أو نهراً ويكون بحراً. ويمكن تقسيم النقل من جانب آخر وتبعاً لمحله الى نقل أشخاص ونقل بضائع، ونقل البضائع بحراً يعدّ من أخطر أنماط النقل المرتبطة بالتجارة الدولية والمؤثرة فيها إلى حد كبير، إذ أنه ينصب أساساً على التبادل التجاري المتلاحق بين دول مختلفة يفصل بينها حدود جغرافية دولية. ويحصل هذا التبادل عن طريق عمليات الإستيراد والتصدير للسلع والبضائع وغيرها من الأموال المنقولة الأخرى. ولنقل البضائع بحراً فوق ذلك ميزة أخرى تزيد من أهميته وتجعل منه الوسيلة الأساسية في تنفيذ عقود التجارة الدولية وتتجسد تلك الميزة في أنه قليل التكلفة بالمقارنة مع تكاليف أنماط النقل الأخرى. فإذا كان النقل الجوي يحتل في الوقت الحاضر، المكانة الاولى في ميدان نقل الأشخاص فإن النقل البحري لا يزال يحتل، ومنذ أمد بعيد ، وسيبقى المكانة الأولى في ميدان نقل البضائع لأكثر من سبب. فالطرق البحرية تتميز بكونها طبيعية ، فهي لا تحتاج الى تخصيص رؤوس أموال لإنشائها وإقامتها وصيانتها وترميمها. ومن جانب آخر فإن السفن تكون عادة أكثر سعة أو طاقة من وسائط النقل الأخرى كالطائرات والسيارات وسكك الحديد. لهذه العوامل فقد إزداد وبشكل ملحوظ حجم البضائع التي تنقل بحراً. فالدول الصناعية بحاجة مستمرة الى المواد الخام لتسيير عوامل نموها وتقدمها فتلجأ، وكأمر اعتيادي الى استيرادها من الدول التي تتوافر فيها تلك المواد وإن الدول ذوات الكثافة السكانية العالية، النامية منها أو تلك التي في طريقها إلى النمو بحاجة الى شتى السلع والبضائع سواء الاستهلاكية منها أو الأنتاجية . والنقل بالبحر هو أفضل الوسائل لإشباع هذه الحاجات.