دأب الانسان منذ بدء الخليقة الى حد الآن بالبحث عن انجح السبل التي تحقق له الامان من المخاطر ، والعلاج من المرض ، والرفاهية من الفقر والحاجة والعوز.ولكن في الحقيقة ان أيآ من هذه الاهداف لن يتحقق بطريق الصدفة ، اذ لا بد من السعي اليه ، والانسان عند سعيه ذاك تعترضه مخاطر وصعوبات تقع احيانآ على الرغم منه وقد يكون احيانآ بفعله – قصدآ او خطآ – في وقوع بعضها ، مما يؤدي الى ان تنعكس عليه آثارها بصورة مباشرة أو غير مباشرة فهنا يحاول الانسان مواجهة متطلبات الحياة باحتياجاتها كافة الآنية والمستقبلية ، ولعل كفالةحياته وتحقيق الامن له ولأسرته يتطلب الادخار ، ولكن هذا الامر قد لا يتحقق لقلة موارده او مواجهة نفقات طارئة تفوق قدراته المادية . لذا برز قديمآ وحديثآ توفير الضمان الاجتماعي له بحيث يشمل جميع فئات الشعب . غير ان الاخير يبدو أكثر اهمية بالنسبة للطبقات الفقيرة وبالأخص بالنسبة للعمال ان وسائل العيش تختلف بأختلاف المكان والزمان ، لذلك فأن المخاطر المصاحبة لها تختلف بأختلافها ، فمع ظهور الآلات الحديثة حصل تطور في شتى مناحي الحياة ، وزادت فرص العمل وتنوعت وتشعبت طرائق الانتاج فكل عمل جديد كان يظهر الى الحياة العملية ، يأتي محملآ بالفوائد والمخاطر ، فيجني فوائده بعضهم ، ويعاني مخاطره واضراره آخرون ..ان الثورة الصناعية التي ظهرت في الغرب ادت الى ظهور القوى المحركة التي حلت محل الادوات اليدوية ، وبذلك كثرت الاصابات والمخاطر ، مما برزالحاجة الملحة لحماية الفرد العامل من المخاطر التي تلحقه في مكان العمل ، وذلك انطلآقآ من ان العمال ثروة يجب البحث عن الوسائل التي تكفل تنميتهم وحمايتهم والمحافظة عليهم .