لا يخفى على أحدٍ مدى أهمية القضاء ، في فض النزاعات والخصومات والمحافظة على الحقوق ، وهذه المهمة هي بلاشك من اخطر المهام وأدقها وأي خللٍ فيها معناه إهدار لتلك الحقوق.كما لا يخفى علينا مدى الاهتمام الكبير الذي يحظى به القاضي بما يتناسب وعظم المهمة الملقاة على عاتقه خاصة الاهتمام الكبير الذي حضي به في الشريعة الإسلامية، حيث أهتم الفقهاء المسلمون في بيان أهمية دوره ووضعوا له شروطاً تعيينه وجهة مراقبته وعزله وبيان ولايته وطريقة عمله ، وما يفرض عليه من آداب وسلوك.ومن الواجبات المفروضة على القاضي هو أن يكون حريصاً على مراعاة جانب المساواة بين الخصوم والتزام الحياد عند نظر الدعوى ، والابتعاد عن مواطن الشبهات ليظهر بعد ذلك قاضياً نزيهاً وعادلاً.وقد أكدت غالبية القوانين على هذا المبدأ نظراً لازدياد المغريات ضد عمل القاضي بقصد حرفه عن العدالة ، وما لذلك من تأثير سلبي ليس فقط على القضاة والخصوم وإنما سمعة القضاء ، وبالتالي شيوع الفوضى في أجهزته.