تعد إيران وبحكم إمكاناتها الواسعة، أحدى القوى الإقليمية الرئيسة في منطقة الخليج العربي، التي أدت وستؤدي أثراً مهما في تحديد معالم الأمن والاستقرار الإقليمي، وعلى الرغم من التغيير الذي أصاب شكل النظام السياسي السائد فيها بعد عام 1979، إلا أنها لم تتنازل عن استثمار تلك الإمكانات، بل طوعتها لصالح دعم توجهاتها،للبحث عن مكانة اكبر ومساهمة أوسع مما هي عليه، لذلك بدت فكرة (المجال الحيوي) شاخصة في المدرك و الإدراك الإيراني. إن إيران ولاسيما في السنوات الأخيرة من حكم الشاه أخذت تتحول فعلاً الى قوة إقليمية كبرى، مستفيدة من إمكاناتها الاقتصادية والبشرية الكبيرة.فهي تتمتع بثروات طبيعية ضخمة، إذ تحتوي على ما يقرب من(15%)من احتياطي الغاز العالمي وتنتج حوالي(3.5)مليون برميل يوميًا من النفط، لهذا تعد إيران دولة نفطية مهمة ذات تأثير ملموس على أسواق النفط العالمية، وهذا يطرح أمكانية إن تستخدم هذا المنتج كورقة ضغط على الدول المستوردة وبما يجعله عامل قوة في السياسة الخارجية الإيرانية. إما جيوبوليتيكيا فبجانب مساحتها الكبيرة، تتميز إيران بأشرافها على كل من الخليج العربي بكامل جانبه الشرقي وعلى(12)جزيرة،وكذلك خليج عمان ومضيق هرمز،التي تعد ألان أهم المضائق في العالم من الناحية الاقتصادية لارتباطه بمصالح دولية من خلال مرور البضائع والخدمات والموارد والتكنولوجيا وشحنات النفط، والذي سوف تزداد أهميته مستقبلاً ما دامت حاجة العالم الى نفط الخليج العربي في ازدياد مستمر، وهو ما سيمنح إيران بالتالي ثقلاً سياسياً مضافا ينعكس بالتأكيد على أثرها الإقليمي، دون إن ننسى كونها جسراً يربط بين اغنى منطقتين في العالم فيما يتعلق باحتياطيات النفط والغاز(الخليج العربي وبحر قزوين).