تتميز السياسة العامة التي يقررها وينفذها النظام السياسي بالتنوع والشمول والتغلغل الذي يمس جوانب الحياة كافة في المجتمع , بعبارة اخرى ان السياسة العامة لاتقتصر على موضوع واحد وانما العديد من المواضيع سواء كانت سياسية ام اجتماعية ام اقتصادية ام ثقافية الا انها وبشكل عام عملية سياسية في المقام الاول تتميز بالصعوبة والتعقيد لذا فمن الملائم معرفة السياسة العامة للدولة او الاقليم .وفيما يتعلق باليابان فعلى الرغم من كونها تقع وفق انتمائها الجغرافي والبشري ضمن تلك الشعوب التي تسكن قارات اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية ,فضلا عن خضوعها(أي اليابان) للسيطرة الفاشية مدة طويلة فقد استطاعت تحقيق التحول الديمقراطي وبفترة قياسية عبر تطبيق الاسس الديقراطية التي وضعها الاحتلال الامريكي , ومن ثم أضحت اليابان أول دولة ديمقراطية متقدمة من خارج مجموعة الدول الغربية .فضلا عن ذلك قدرة المجتمع الياباني في الاستفادة من تجربة الغرب في البناء السياسي الليبرالي الديمقراطي ومواءمة ذلك مع قيمه المحافظة وتطوير هذه القيم وتكييفها مع الفكر العلمي الليبرالي الديمقراطي الغربي .هذه المواءمة بين الاصالة والحداثة انعكست على عملية صنع السياسة العامة اليابانية وجعلت هذه العملية تختلف في اليابان عن باقي دول العالم المتقدمة منها والمتخلفة وبشكل كبير اذ انعكست بيئتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على هذه العملية مما جعلها تكون نموذجاً تختلف فيه هرمية المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من حيث مساهمتها في صنع السياسة العامة .