تقسم الدول من ناحية الشكل الدستوري أو التكوين الدستوري للدولة، ومن ناحية توزيع السلطات بين المركز والاقاليم، إلى دول بسيطة، وهي التي تكون فيها السلطة بيد المركز مع منح بعض الاختصاصات ذات الطابع الادراي إلى المحافظات أو الأقاليم، مع وجود رقابة مركزية من قبل العاصمة أو المركز.والنوع الآخر من الدول،هي الدول المركبة،والتي تتكون من اتحاد مجموعة دول، اتحدت لتحقيق أهداف مشتركة وتوزع سلطات الحكم فيها على الدول المكونة لها تبعاً لطبيعة ونوع الاتحاد الذي يربط بينها وتقسم الدول المركبة إلى،الاتحاد الشخصي، والاتحاد الحقيقي أو الفعلي،والاتحاد الكونفدرالي،والاتحاد الفيدرالي والذي يعد من أقوى أنواع الاتحادات إذ تكون فيه الدول ذات نظام سياسي واحد وعلم واحد، توزع فيها الاختصاصات بين المركز والأقاليم أو المحافظات ألمكونه للدولة ألاتحادية ألفيدرالية، ويحدث عادةً أن تتجمع هذه الدول أو الولايات نتيجه وجود خطر مستمر يهدد وجودها في حالة بقائها منفردة، أو وجود عوامل مشتركه بين سكانها مما يدفعها إلى الاندماج في دولة واحدة مع احتفاظها ببعض اختصاصاتها،كذلك يعتبر الاتحاد الفيدرالي من أفضل الحلول للدول التي تعاني من التعدد اللغوي والاثني، لأن هذا الاتحاد يحقق للدول المتحدة من التقدم ما لا تحققه في حالة بقائها منفردة، والنظام الفيدرالي عند تطبيقه في أي دولة فأنه يؤدي إلى تغير عمل الدولة ككل وذلك بدوره يؤثر على المجتمع وطبيعة علاقتة بالدولة ولهذا فالفيدرالية تفترض ظروفاً من أجل تطبيقها .يسعى هذا البحث إلى توضيح مفهوم الدولة الفيدرالية وخصائصها ونماذجها ، ومدى النجاح الذي حققته الدول التي تبنته وماهي مواطن الضعف والقوة، وإن الخوض في تفاصيل هذة النقاط استلزم اطاراً نظرياً لتوضيح الأسباب الكامنة وراء تبني بعض الدول للأنموذج الفيدرالي .