إن السياسة العامة او السياسة الحكومية هي ماتقوم به الحكومة او تعتزم القيام به للتصدي لمشكلة ما او لتحقيق اهداف ينشدها المجتمع ومن اجل هذه الاحتياجات ترسم الحكومة سياسات عامة تمثل الاهداف التي تسعى الى تحقيقها والقواعد والقيم وأساليب العمل ، وهي تتخذ تفرعات واقسام متعددة فهناك سياسات عامة لتقديم الخدمات العامة، واخرى للأمن القومي وللعلاقات الخارجية وللعمالة الوافدة وما الى ذلك من الاحتياجات والمتطلبات التي يحتاجها المجتمع، وإن موضوع السياسة العامة من المواضيع المهمة التي حضيت باهتمام الحكومات في مختلف دول العالم وعلى إختلاف انظمتها السياسية وعقائدها الفكرية وتوجهاتها الأيديولوجية، وبالنتيجة فأن السياسة العامة والية صنعها وتنفيذها والقوى المؤثرة عليها وكيفية تغلغلها في حياة المجتمع تبعاً لتشعب وتغلغل دور الحكومة ونفوذها في حياة الفرد والمجتمع. ويبدو إن هناك اختلافاً وتفاوتاً نسبياً وكمياً ونوعياً بين الحكومات في الدول تبعاً لاختلاف انظمتها السياسية والعقائدية والادارية وتوجهاتها الأيديولوجية، ويمكن القول ان السياسة العامة هي أداة الحكومة في تنظيم حياة الأفراد وحماية المجتمع والدولة وفي تحقيق الأهداف العامة وتلبية أحتياجات ومتطلبات ذالك المجتمع وفقاً لتلك الفلسفة والرؤية التي تحكمها، ولايخفى التأثير والعلاقة المتبادلة بين إجراءات ومضمون السياسة العامة والبيئة المتمثلة بالبيئة الجغرافية والبناء الاجتماعي والاقتصادي وما لهذه العوامل من تاثير مهم في إقرار السياسة العامة وفي فهم طبيعة النظام السياسي ومحدادت سلوكه وتوجهاته العامة، وبالتطبيق على دولة الامارات العربية المتحدة ، فأن السياسة العامة هي خطط وأهداف وبرامج الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية على مستوى الامارات المحلية السبع الداخلة في الاتحاد، حسب الاتفاق الدستوري على توزيع السلطات والصلاحيات بين المركز والأقاليم أو الأمارات التي أتفق عليها حكام الامارات السبع عند قيام الاتحاد بين اماراتهم في العام 1971 ، التي تم بموجبها أقرار الدستور الاتحادي المؤقت والذي أوكل مهمة رسم السياسة العامة العليا في الدولة الاتحادية الى المجلس الاعلى للأتحاد وهو السلطة العليا في الدولة الذي يتمثل في حكام الامارات العربية المتحدة السبعة كل يمثل إماراته في المجلس بصوت واحد مع اعطاء حق النقض لأمارتي ابوظبي ودبي على قرارات المجلس في المسائل الموضوعية والتي تتعلق بالمسائل الهامة والجوهرية للأتحاد لما تتمتع به هاتين الامارتين من قوة وأمكانيات وثقل داخل الاتحاد.