بعد أنهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة , انتهت الثنائية القطبية في النظام الدولي , وأخذ النظام الدولي شكلهُ الجديد في هيمنة قطب واحد تمثل بالولايات المتحدة الامريكية التي أنفردت بالساحة السياسية الدولية كقوة أولى في مجال الفضاء والاتصالات والمعلومات التي وظفتها لتحقيق مصالحها الحيوية في العالم , وبما أن المعلوما ـ اتصالية تشكل مجالاً حيوياً في العلاقات الدولية يرتبط بمختلف مفاصلها ومجالاتها ومستوياتها , أصبحت تنطوي على أهمية بالغة تكمن بضرورة المعرفة بديناميات حركة تلك العلاقات ومساراتها وأحتمالات تطورها , تحقيقاً لهدفين رئيسين الأول :ــ يرتبط بعملية صنع السياسة الخارجية... إذ تقدم المعلوما ـ اتصالية للسياسة الخارجية فهماً علمياً مرتبطاً بالواقع بعينه في توجيه مسارات حركة الدولة بأتجاه اغتنام الفرص المتاحة , والنأي بالدولة عن المخاطر المحتملة, أما الهدف الثاني فيتمثل بالعمل على دعم عملية بناء نظرية للعلاقات الدولية في الاتجاه نحو الوصول بعلم السياسة عموماً ، والعلاقات الدولية على وجه الخصوص الى مصاف العلوم التجريبية يمثل حركة متواصلة منذ أواسط القرن العشرين لقد حققت الكثير الا أنها ما تزال بحاجة الى المزيد من البحث العلمي للوصول الى صياغة نظرية في العلاقات الدولية .