يعد موضوع نزع السلاح من الموضوعات الحيوية المهمة كونه يعبر عن شكل من اشكال التعامل في العلاقات الدولية ، وتميزت الدعوة لسلوك هذا النهج بتناسبها طردياً مع القدرات والامكانات التسليحية لدول العالم ، فضلاً عن زيادة القدرات التدميرية للأسلحة ، وكان مبدأ سيادة الدولة الذي يسمح لأية دولة بعد ان تشعر بإنتهاك حقوقها ان تلجأ الى مختلف الوسائل بما فيها القوة المسلحة لتحقيق مصالحها وصيانة حقوقها ، الذي يعد من اهم الاسباب التي دفعت الدول الى تطوير وسائلها وتقدم ادواتها بإستمرار ، غير ان هذا التطور كان له في الوقت نفسه انعكاسات سلبية إذ زاد من حدة الآلام المتفاقمة عندها سواء فيما يتعلق بالخسائر البشرية او الجوانب المادية ، وعلى اساس ذلك فقد بذلت الجهود من لدن المنظمات الدولية نحو الحد من اسباب الحروب وتقرير عدم مشروعيتها ومن ثم ادانتها والسعي الى الحد من تطوير وسائلها.وشهد النظام السياسي الدولي بعد الحرب العالمية الثانية خروج العديد من الدول من اطار السيطرة الاستعمارية المباشرة ، ووقوفها صفاً واحداً لدعم كيانها الوطني ، وتقوية مكانتها الاقليمية من جانب ، وتأمين نفسها تجاه محاولات الدول الاخرى للهيمنة عليها من جانب آخر.بناءً على ذلك برزت ظاهرة الامن الاقليمي التي احتلت مكانة بارزة في العلاقات السياسية الدولية الذي يعد احد المكونات الفرعية للأمن الدولي. وعلى الرغم من المتغيرات الدولية التي رافقت انتهاء مرحلة الحرب الباردة ، إلا ان كوريا الشمالية عدت احد اهم التحديات التي واجهت ومازالت تواجه الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة جنوب شرق آسيا ، من خلال سعيها لبناء قدراتها العسكرية بشقيها التقليدي والنووي ، فعلى مستوى القدرات العسكرية التقليدية تمتلك كوريا الشمالية رابع اكبر الجيوش في العالم ، فضلاً عن وصول مستوى قدراتها وامكاناتها النووية الى مرحلة متقدمة بعد ان تمكنت من تطوير مفاعلاتها النووية القديمة وبناء مفاعلات جديدة. وعلى اثر تطوير كوريا الشمالية قدراتها النووية انعكس ذلك على أمن العديد من الدول الآسيوية وفي مقدمتها ( كوريا الجنوبية واليابان ) ، ومن هنا بدأت الدول بممارسة الضغوط الدبلوماسية على كوريا الشمالية ، مع التلويح بفرض العقوبات الاقتصادية عليها لدفعها الى التخلي عن الطموحات النووية ، فضلاً عن قيام كل من كوريا الجنوبية واليابان بمراجعة سياستهما العسكرية التي ربما تقودهما مستقبلاً الى بناء ترسانة نووية لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية تحديداً ، اذا ما فقدت الولايات المتحدة الامريكية مصداقية استراتيجية الردع في مواجهة طموحات كوريا الشمالية في تطوير قدراتها النووية في منطقة جنوب شرق آسيا.