شهد القرن العشرين تطورات حضارية مهمة وكبيرة في المجالات كافة, فما تحقق من تحولات وتطورات حضارية فاق ما تحقق في قرون طويلة, وكان للتراكم المعرفي والعلمي أثره في أحداث وتشكيل أهم ثورة في تاريخ البشرية وهي ثورة المعلومات. وأقترنت نهايات القرن الماضي بثورات وأبتكارات تجسدت تجلياتها في تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات جعلت مخرجات عالم اليوم يبدو وكأنه قرية صغيرة تزداد صغراً بمرور الأيام وفي ضوء التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات وأنظمة الأتصالات الذي أصبح الأحق به تجسيداً جراء قدراتها اللامتناهية والمتشعبة, فغني عن القول أن مخرجاتها تنطوي على تأثير يشمل حق الحياة كافة. وثمة مجتمعات أدركت أن دخول العالم في القرن الحادي والعشرين يشير الى دخولها حقبة حضارية جديدة تستدعي تحدياتها بلورة رؤية حضارية تستوي وطبيعة هذه التحديات وتساعد في الوقت نفسه على أستشراف صورة المستقبل المرغوب وتنير السبل لتحقيقه. ومن هنا قيل فتحت نهاية القرن الماضي تطورات لا نهائية في بنية العلوم والمعرفة إذ بلغ العقل البشري فيها أفاقاً غير معهودة كانت من قبل في عداد المستحيلات, حتى أصبح الواقع يسبق الخيال, وستكون المخترعات التي في أيدينا اليوم مجرد أدوات بدائية في يد أنسان نهاية القرن الراهن.