الدور الإقليمي لتركيا بين محددات الناتو والتطلع القومي

number: 
1659
عربية
Degree: 
Author: 
نضال جهاد حميد العبيدي
Supervisor: 
أ.د. منعم صاحي العمار
year: 
2013

تقدم تركيا اليوم أنموذجأ جيداً للعمل الاستراتيجي الحكيم، الذي يتخذ من الإسلام وعاءً ثقافيا عظيماويحاول أن يتعايش مع العصر عبر الآليات الديمقراطية، وبناء هياكل سياسية تعمل
على إيجاد حلول وسط للمشكلات التي تعاني منها تركيا . كما تعمل على تعديل جوهري في
المشهدين الإقليمي والدولي، من خلال تصفير خلافاتها مع دول جوارها الإقليمي وتنمية علاقاتها
البينية بشكل شمولي واستراتيجي. ويتمحور مرتكز الاستراتيجية التركية في الرؤية المؤسسة لدور تركيا في محيطها الإقليمي ، وهى فكرة "العمق الإستاتيجي" التي صاغها مفكر تركيا أحمد داود أوغلو، والتي تقضي بالابتعاد النسبي عن المحاور، المقترن باقتراب محسوب من قضايا الجوار،وتنويع التحالفات الإقليمية والدولية، بما يمكّن تركيا من الاستتخدام الأمثل لعمقهاالإستراتيجي في التأثير ف الفاعلين الإقليميين والدوليين. بعد أن وجدت أن تحالفها مع الناتو، يمكن تصريفة ذاتياً وحسب ممكنات القدرة الإستراتيجية التركية التي ينبغي بلورتها مجتمعياً. لقد أدركت تركيا إمكانياتيا الإقليمية والظروف الموضوعية المحيطة بها وقدراتهاالمختزنة،والشرط الإقليمي والدول الموائم لها كي تلعب دورها الإقليمي باقتدار، وباتت تشكل قوة مهمة ذات تأثير يصعب تجاهله في وسط آسيا والعالمين العربي والإسلامي ومنطقة القوقاز المجاورة لها ومن ثمّ في السياسة الدولية.كما أدركت أنّ الدور الإقليمي يقوم اساساعلى إدرك المصالح والسعي لتحقيقها، والتعاون والاعتماد المتبادل لإنجاز ما يمكن إنجازه بتكاليف وأوقات وجهودأقل. كما يقوم على حراك طبيعي واجتماعي ترعاه الحكومات بالتشريعات والتسهيلات الممكنة، ضمن شروط جغرافية وجيوسياسية وتاريخية واسترتيجيةوهو أمر لا يتحقق بالأماني السياسية والضغوط الآنية وردود الأفعال والهبات العاطفية والإملاءات الخارجية، ولا بالقوة والقهر بطبيعة الحال. وتلك هى قراءة الحس الذاتي الإستراتيجي لتركيا، على الأقل لذاتيا ومكانتها الإقليمية. -