الإستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط - دراسة في توظيف البرنامج النووي الإيراني

number: 
1562
عربية
Degree: 
Author: 
فاتن مجيد ناصر
Supervisor: 
أ . م . د حسون جاسم العبيدي
year: 
2012

تعد روسيا الإتحادية واحدة من القوى الدولية الأساسية على المسرح الدولي ، ليس فقط لأنها تعد الوريثة الرئيسة للإتحاد السوفيتي السابق ، إنما أيضاً لأنها تتوافر على مجموعة من عوامل القدرة التي تؤهلها للقيام بهذا الدور حالياً وفي المستقبل . فهي أكبر منطقة من حيث المساحة والسكان والناتج القومي والقوة العسكرية ، وتسعى إلى الحفاظ على مركزها كقوة عظمى من خلال ما تبدي به من درجة يعتد بها من الإستقلالية في صنع قراراتها ، وذلك في مواجهة الضغوط الأمريكية وخصوصاً إذا تعلق الأمر بمصلحة إقتصادية مباشرة لروسيا أو بأمنها القومي .ودخلت روسيا في الشرق الأوسط مرحلة جديدة لا تزال ملامحها تتشكل إلى اليوم،على اَعتبار أن منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية في سياق التفاعلات الدولية ، وكذلك لأنها تضم واحدة من القوى الإقليمية ، وهي إيران التي تجدها روسيا الدولة الأكثر أهمية من حيث موقعها الإستراتيجي . ومن هنا جاءت أهمية موضوع البرنامج النووي الإيراني كونه من الموضوعات التي تحظى بأهمية كبيرة في مجال الدراسات الدولية بشكل عام والدراسات لإستراتيجية بشكل خاص ، وذلك لكونه لا يتعلق بمستقبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية فحسب بل
بمستقبل منطقة الشرق الأوسط ، ومما لاشك فيه أن أهمية البحث في موضوع البرنامج النووي الإيراني تنبع أيضاً من خلال ما أثاره وما زال يثيره هذا البرنامج من تناقضات وتباين في وجهات النظر بين إيران من جهة التي تصر على كونه مخصصاً للأغراض السلمية أو من الجانب الآخر المشكك به والذي تقوده بشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية إذ توجه الإتهام إلى إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي لأنها ترى أنه يحوي في ثناياه أو يواكبه بخط متوازٍ معه برنامج نووي عسكري سري يهدف في محصلته النهائية إلى آمتلاك السلاح النووي وما البرنامج النووي السلمي إلا غطاء يتم التستر من خلاله على هذا البرنامج السري .ولعبت روسيا دوراً محورياً في تطوير البرنامج النووي الإيراني ، لاعتبارات عدة، بعضها يتعلق بإيران كون روسيا كانت في واقع الأمر الملاذ الأخير الذي أنقذ البرنامج النووي الإيراني ، بعدما عجزت إيران عن العثور على أي طرف دولي قادر من ناحية ، على تزويد إيران بالتكنولوجيا اللازمة لإنشاء مفاعل بوشهر وقادر من ناحية أخرى على التصدي للضغوط الأمريكية الرامية لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي ، فضلاً عن أن روسيا قدمت التكنولوجيا النووية بشروط اقتصادية مواتية للجانب الإيراني،وكانت هناك درجة عالية من التفاهم بين الجانبين في النواحي المالية والفنية عند تنفيذ مشروع بناء المفاعل النووي الأول في محطة بوشهر .من هنا جاءت أهمية الموضوع كونه يتعلق بقوى دولية وإقليمية مهمة في تفاعلات وتوازنات الشرق الأوسط من جهة ، وآنعكاسات هذهِ العلاقة على مجمل العلاقات الشرق اوسطية أو العلاقات الدولية من خلال ما تفرزه من توازنات إقليمية ودولية جديدة .