تكتسب العلاقات التركية الإسرائيلية أهميه كبيرة كونها تمت جذورها في ظل رؤية إستراتيجية مشتركة جمعت الدولتين, وتعود جذور العلاقات التركية الإسرائيلية قبل قيام الدولة الرسمية لكلا الطرفين, أي بين الآمبراطورية العثمانية والحركة الصهيونية التي كانت تسعى لقيام وطن قومي لليهود في أرض فلسطين.تميزت العلاقات التركية الإسرائيلية منذ البداية بالتحسن المستمر، فقد كانت تركيا أول دولة أسلامية تعترف بإسرائيل عام 1949م بعد قيامها عام 1948م لنيل وكسب ودعم الدول الغربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية ومنذ ذلك التاريخ أخذت العلاقات التركية الإسرائيلية تتطور في كافة المجالات السياسية, العسكرية والأقتصادية. فعلى المستوى السياسي تم تبادل السفراء, وعقدت لقاءات عدة بين المسؤولين من كلتا الدولتين, أما على المستوى الأقتصادي فقد عقدت أتفاقات عدة منها التجارية وغيرها, وعلى المستوى الأمني أبرمت العديد من الأتفاقات العسكريه والأمنيه وأهمها الأتفاق العسكري عام 1996م.أن تطور العلاقات التركية الإسرائيلية كان محور أهتمام الدول العربية التي رأت بأن هذا التطور على كافة الأصعدة يشكل خطراً على الدول العربية عامة, والقضية الفلسطنية خاصة. إلا أن وصول حزب العدالة والتنمية _ذو الجذور الأسلامية_ إلى السلطة عام 2002م, بمثابة مرحلة جديدة في السياسة التركية تجاه دول الجوار عامة, وتجاه القضية الفلسطنية خاصة, إذ بدأت تركيا تنفتح على محيطها العربي والإسلامي.وقد اتخذت العلاقات التركية الإسرائيلية منحى جديداً بعد صعود حزب العدالة والتنمية بزعامة (رجب طيب أردغان), زادت محاولات تركيا في أيجاد نوع من التوازن في علاقاتها الخارجية مع الجميع بمن فيهم العالميين العربي والإسلامي, إذ سعى الحزب إلى تحقيق نمو اقتصادي يؤلها للاستمرار في نيل ثقة الشارع التركي بهِ, فربطت بداية علاقاتها بأوربا والولايات المتحدة الأمريكية كعلاقة إستراتيجية للأستقواء بالخارج على الداخل, ثم قامت بتحسين علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية في محاولة لإعادة صياغة العلاقات الخارجية من جديد.أن تحسن العلاقات التركية العربية أدى إلى تراجع مستوى العلاقات التركية الأسرائيلية. وقد واكب ذلك أتخاذ تركيا مواقف جديدة من القضية العراقية فقد رفضت عبر برلمانها في الأول من أذار/مارس عام 2003م المشاركة في الغزو الأمريكي ضد العراق ورفضت أيضا منح التسهيلات العسكرية للقوات الامريكية عبر الاراضي والقواعد العسكرية التركية مثل قاعدة أنجيرليك في عمليات غزو الأراضي العراقية. وأهم المؤثرات التي أضعفت العلاقات بين تركيا وإسرائيل, أو أحدثت فجوه بينهما, استمرار الصراع العربي الإسرائيلي وحربا لبنان وغزة والاعتداء على أسطول الحريه, والتدخل الإسرائيلي في الملف الكردي. لكن, رغم الميول الإسلامية لدى حزب العدالة والتنمية, وسعي قاده الحزب لتعميق العلاقات مع دول الجوار العربي والأسلامي, إلا أن حكومة العدالة والتنمية لم تستطيع أن تحيد عن سياسة العلاقات الوثيقة مع إسرائيل, رغم حالات المد والجزر التي أنابت تلك العلاقات.
0.
العلاقات التركية الإسرائيلية بعد عام 2002 م
number:
1717
عربية
College:
department:
Degree:
Supervisor:
أ.م.د. محمد كريم كاظم
year:
2013