هناك علاقة قوية بين مؤسسات المجتمع المدني وبين الديمقراطية في المجتمعات المتقدمة، فالديمقراطية هي مجموعة من قواعد الحكم التي تنظم من خلالها الإدارة السلمية، يلاحظ ايضا أنّ مؤسسات المجتمع المدني تعدّ اهم قنوات المشاركة الشعبية ، وعلى الرغم من انها لاتمارس نشاطاً سياسياً مباشر وأنها لا تسعى للوصول إلى السلطة السياسية ، إلا أن اعضاء هذه المؤسسات هم أكثر قطاعات المجتمع استعداداً للانخراط في الانشطة الديمقراطية السياسية ، لهذا فأن الإدارة السليمة للصراع والمنافسة هي جوهر مفهوم المجتمع المدني يشكل المجتمع المدني في أي بلد واحدا من الحلقات الرئيسة والفعالة في أحداث التغيير في المجتمع, وذلك من خلال الدور الذي تمارسه مؤسساته في تقدم المجتمع وتطوره, حسب آلية العمل الذي تتخذه هذه المؤسسات في إحداث هذا التحول نحو الديمقراطية. ويتمثل هذا الدور في مختلف المجالات التي تهتم بها هذه المؤسسات لاسيما بما يتعلق في نشر الثقافة الديمقراطية , والمشاركة في مختلف الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية , فضلا عن الخدمات الرئيسية الأخرى التي يمكن أن تقدمها هذه المؤسسات لخدمة المجتمع. مر العراق بعمليتي بناء مؤسسات المجتمع المدني وبين التحول الديمقراطي في نفس الوقت، وإن الدور المهم للمجتمع المدني في تعزيز التطور الديمقراطي، وتوفير الشروط الضرورية لتعميق الممارسة الديمقراطية وتأكيد قيمها الأساسية ينبع من طبيعة المجتمع وما تقوم به مؤسساته من دور ومهام في المجتمع لتصحيح لذلك يعد بمثابة البنية التحتية للديمقراطية كنظام للحياة واسلوب لتسيير المجتمع وهذه المؤسسات هي أفضل لممارسة الديمقراطية ، حيث تمارس مؤسسات المجتمع المدني في حياتها الداخلية جملة من الممارسات والنشاطات الديمقراطية .