الديمقراطية هي مجموعة من الإجراءات والمؤسسات التي يستطيع الأفراد من خلالها المشاركة في عملية صنع القرارات السياسية عن طريق التنافس في انتخابات حرة , وتعتبر اهم وسائل تطور المجتمعات البشرية , بتطورها تتقدم المجتمعات وتستقر , ويرتبط تطبيق الديمقراطية بالانتخابات كالية لتجسيدها لان الديمقراطية تمثل ارادة الشعب , وهذه الارادة لايمكن ان تعبر عن نفسها الا من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة التي تمنح الناخب حق اختيار ممثلين عنه عبرالاقتراع العام الذي يجري بصورة دورية حتى اصبحت الانتخابات شرطا من شروط قيام انظمة الحكم الديمقراطية , والانتخاب اجراء يتيح للناخب اختيار ممثليه على اساس مبادئ الحرية والمساواة , ويوفر المناخ السليم للتداول السلمي للسلطة , وفي الوقت الذي يتم فيه التمسك بخيار الانتخابات الديمقراطية في دولة معينة , يجري النقاش حول أي نظام انتخابي يتم اتباعه في تلك الدولة , لاهمية تلك النظم وأثرها العميق على الحياة السياسية . ويحدد النظام الانتخابي العلاقة بين الناخب والمرشح , ويترجم اصوات الناخبين التي تمنح للمرشحين الى مقاعد في السلطة التشريعية , فتزيد المسؤولية لدى المرشح تجاه الناخب الذي يملك القدرة على المراقبة والمحاسبة عبر حقه في الاختيار والتجديد لمن يراه مناسبا وقادرا على تحقيق مصالحه , كما يملك حق رفض من لا يكون كفوءا وعدم التصويت له مرة اخرى , مما يشكل حافزا لدى المرشحين المتنافسين على السلطة لأيجاد طرق واضحة للتعبير عن برامجهم في دوائرهم الانتخابية , بناءا على ذلك تمثل الانتخابات مدخلا للديمقراطية , والنظام الانتخابي هو الذي يرسم ملامح هذا المدخل , وفي العراق الذي ما تزال الديمقراطية فيه فتية لا بد من الاهتمام بدراسة النظم الانتخابية المتاحة لاختيار الانسب ومنها والاكثر عدالة وتمثيل للواقع العراقي بما يتلاءم مع الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية , وكذلك تحليل النظام الانتخابي للتجارب الانتخابية السابقة لتلافي سلبياته , وتحديد ايجابياته للاستفادة منها في تعديل النظام الانتخابي , او اختيار نظام انتخابي جديد يتناسب مع الوضع في العراق .