الامكانات العسكرية الإيرانية وأثرها على التوازن الاستراتيجي الإقليمي بعد 2003

number: 
1555
عربية
Degree: 
Author: 
محمد نجاح محمد كاظم الجزائري
Supervisor: 
أ.م.د قحطان الخفاجي
year: 
2012

في عالم اليوم توجد الكثير من المناطق الإقليمية المهمة وتأتي هذه الأهمية من خلال مايو فره موقعها من عقد مواصلات عالمية مهمة أو من خلال مايملكة الإقليم من موارد وثروات ,ولعل المنطقة الإقليمية المحيطة فالجمهورية الإسلامية الإيرانية هي من أغنى وأفور المناطق بالموارد والمعادن ويأتي النفط في مقدمتها,كما أن الإقليم يعتبر من أهم عقد المواصلات في العالم فهو يربط الشرق بالغرب وتمر عبره الكثير من المؤن والمنتجات العالمية إلى الكثير من المناطق. ولهذه الأسباب برزت أهمية الإقليم بصورة عامة وإيران بصورة خاصة ,فإيران وبسبب موقعها المتميز والذي يسيطر من على منافذ مهمة ويجاور دول لها أهميتها العالمية ,جعل إيران محط أنظار دول العالم ولما كانت إيران بعد 1979 تنتهج نهجا مختلفا عما كان قبل التاريخ المشار إليه فقد دخلت في مواجهة مفتوحة وكبيرة مع دول عظمى من أبرزها الولايات المتحدة. ان هذا التصعيد بين البلدين أدى إلى تنامي عداء ووصل في أحيان كثيرة إلى حالة شبيه بالحرب فمن المعروف إن الولايات المتحدة الأمريكية تفرض عقوبات اقتصادية ضد إيران ومنذ أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران مرورا بالموقف الأمريكي أبان الحرب العراقية ـ الإيرانية والتي انتهت عام 1988. ومنذ عام 1989,عمد صانع القرار السياسي لتبني خطة كبيرة وواسعة من اجل أعادة تأهيل ورفع مستوى الامكانات العسكرية لإيران,في إعقاب خسارة إيران العديد من إمكانياتها العسكرية أبان الحرب العراقية ـ الإيرانية, وقد اعتمد الإيرانيون على الاتحاد السوفيتي السابق والصين وكوريا الشمالية لتحقيق ذلك.وبعد إحداث 2 من أب 1990,وما تلاها ,دخلت منطقة الخليج العربي في مرحلة جديدة من خلال التواجد العسكري الأمريكي والذي يثير ريبة وشكوك صانع القرار السياسي في إيران ,لذلك عمدت إيران إلى زيادة الإنفاق العسكري ومحاولة تطوير وشراء التكنولوجيا العسكرية من دول أمثال روسيا الاتحادية والصين وكوريا الشمالية في محاولة التأثير في الخصم وردعه لعدم القيام بأي عمل عسكري مضاد للجمهورية الإسلامية التي تشعر بالقلق والعزلة الإستراتيجية نتيجة سياساتها الإقليمية والساعية إلى فرض النموج الثوري الإيراني والهيمنة المرفوضة من قبل دول الإقليم وخصوصا دول مجلس التعاون الخليج العربي. واستمرت إيران طول هذه الفترة الممتدة من 1989 لغاية 2001 في سعي حثيث لتطوير إمكانياتها وقدراتها العسكرية,حتى حاءات إحداث 11 أيلول 2001 الإرهابية والتي طالت الولايات المتحدة الأمريكية ,والتي اعتبرت إيران في وقتها أنها الفرصة المواتية من اجل تصحيح مسار العلاقات العدائية بين إيران والولايات المتحدة فبادرت الحكومة الإيرانية لإدانة هذه الإحداث وإعلانها الحرب على القاعدة وطالبان العدو المشترك بين أمريكا وإيران فحدث نوع من التعاون الأمريكي الإيراني للاحتلال أفغانستان ومحاولة القضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان بحسب مصادر غير رسمية وغير معلنة رسميا من الجانبين ألا إن الكثير من التقارير الموثوقة والتحليلات رجحت مثل ذلك التعاون.وبعد احتلال العراق من قبل دولتي الغزو أمريكا وبريطانيا عام 2003 ,خرجت إيران من صمتها وأعلنت عن دعمها للشعب العراقي في مقاومة ,فقد دق ناقوس الخطر فقد أحيط بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن كافة الجهات فكان عليها اتخاذ خطوات مهمة ومصيرية من اهمها ,محاولة رفع مستوى الإنتاج الحربي من الصورايخ إلى أعلى المستويات لما يمثله هذا السلاح من ردع كبير تجاه أي محاولة للغزو الأمريكي لإيران,بالإضافة إلى رفع الجاهزية القتالية وتطوير الأسلحة والمعدات بشكل كبير,محاربة الوجود الأمريكي في العراق وأفغانستان والتهديد بتدمير المصالح الأمريكية في المنطقة عبر هجمات تقوم بها جماعات إقليمية موالية لإيران.وقد استطاعة إيران النجاح حتى الآن في مساعيها لتطوير وزيادة إمكانياتها العسكرية لاستخدمها كرادع ضد الإطماع والتطلعات الأمريكية تجاهها.ولإتمام هذه الدراسة وتحديد معالمها وتوضيح أبعادها عمد الباحث لاتخاذ مجموعة من الخطوات لإنجاح الدراسة من أهمها,ان موضوع البحث يتحمل افقأ جغرافيا واسعا,ولأجل توجيه البحث بوجهته الصحيحة وأحكام متغيراته يرتئي الباحث التركيز على منطقة الخليج والمنطقة العربية عموما والدور التركي و(الإسرائيلي).لترابط هذه الأطراف في المصالح الإيرانية في الخليج العربي,وكذلك لان هذه المنطقة الأكثر تأثيرا على إيران وأيضاً الأكثر تداخلا بالتوازنات الإقليمية والثوابت القيمية.وعليه فان البحث سيركز على هذه المنطقة وعلى طبيعة الإدراك الإيراني مستبعدين مناطق أخرى محاذية لإيران كأفغانستان وباكستان وغيرها استثناءاً كما إن هذا الاستثناء ليس صارماً فقد ترد بعض الإشارات لهذه الدول إذا استوجب البحث ذلك.