مستقبل حلف شمال الاطلسي في ظل الخلافات الأمريكية – الأوربية بعد الحرب الباردة

لقد وضع تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 النهاية للنظام الدولي الثنائي القطبية الذي أستمر قرابة نصف قرن، الأمر الذي أثار تساؤلات جوهرية بشأن هياكل وآليات هذا النظام ـ وبضمنها الناتو ـ (والتي صيغت لتلائم تفاعلات مسيطر بأحكام من قبل القوتين العظميين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي) مع بيئة دولية أفرزت هيكلية مغايرة تماماً، لما كان الحال عليه قبل نصف قرن، أثناء الحرب الباردة فضلاً عن تفاعلات باتت تتسم ـ وعلى خلاف السابق ـ بالسيولة وعدم الثبات .وفي هذا السياق، أدى انتفاء حاجة الأوروبيين إلى المظلة الأمنية الأمريكية بالتزامن مع التقدم في عملية التكامل الأوروبي من جهة، وسعي الولايات المتحدة لتكييف هياكل وآليات الثنائية القطبية مع استراتيجيتها في الهيمنة والاحادية من جهة آخرى، إلى بروز خلافات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تركزت حول شكل النظام الدولي بعد الحرب الباردة، فضلاً عن هياكله وآلياته . هذه الخلافات القت بظلالها ـ وعكست نفسها في الوقت ذاته ـ على التساؤل الرئيس الذي أثير حول المبرر من وجود حلف الناتو بعد الحرب الباردة ؟هذا التساؤل بدوره يثير مجموعة تساؤلات تؤدي الأجابة عنها إلى فك رموزه والاجابة عنه، وتتركز هذه التساؤلات حول :
• الأسباب التي قادت إلى نشأة الناتو ؟ ومن ثم إلى تكييفه بعد الحرب الباردة ؟
• الاحادية الامريكية وتأثيرها في بلورة المتغيرات المؤثرة في مستقبل الناتو ؟ وطبيعة هذه المتغيرات ؟
• الاحتمالات المستقبلية للناتو ؟