يشهـد عالم اليوم تحولات تأريخية كبرى تتنافس مـن خلالها بعض القوى السياسية التـي تتصارع فيما بينها لتحكم السيطرة علـى مجمـل المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فـي العالـم ، وتأتـي ظاهرة العولمة فـي مقدمة هـذه التحولات ، والعولمـة عملية مستمرة ، وهـي ما تـزال فـي بدايـة الطريق ، وتشمل جميـع مراحـل عملية إعـادة الإنتاج (الإنتاج ، التوزيع ، التبادل) أي العملية الاقتصادية بمجملها ، كمـا أنهـا نتـاج المجتمعات الرأسمالية ، ولكن دورها وتأثيرها ونتائجها أو عواقبها لا تقتصر علـى تلـك المجتمعات المتقدمة فحسب بل تمتد ، سلباً أو إيجاباً إلى بقية بلدان وشعوب العالم ، ومنها البلدان النامية . وفـي ظـل الدخول فـي عصر العولمة التي تمتاز بتعقدها الشديد ، ومـا يعنيـه ذلـك مـن تغييرات متوقعة فـي جميع مناحي البنى الحياتية ، ساهمت العولمة فـي زيادة حـدة المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية فـي أنحاء العالم وأدت الحواجز التجارية الجديدة وتكرر الأزمات الاقتصادية والماديـة ، إلـى اتساع الفجوة بيـن الشمال والجنوب إذن أنهـا التداخل الواضح لأمـور الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة السلوك ، دون اعتداد يذكـر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو انتماء إلـى وطـن محدد أو دولـة معينة ،