تعد منطقة الخليج العربي من أهم الأقاليم المهمة في العالم بسبب ما تتمتع به هذه المنطقة من خصائص وامتيازات، وفي جميع المجالات ، ففيما يتعلق بالجانب الجغرافي: فالموقع الذي تتميز به منطقة الخليج العربي فرض عليها تحديات كبيرة خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، إذ نظرت أليه باهتمام خاص علمآ أن هذا الاهتمام قد أختلف من مدة إلى أخرى، فخلال الحرب الباردة كانت منطقة الخليج العربي منطلق عملياتها لجمع المعلومات عن الاتحاد السوفيتي ،مما منحها ميزه إستراتيجيه في غاية الأهمية ، وهي التقرب من الاتحاد السوفيتي، ومنع انتشاره في هذه المنطقة الحيوية ،لاسيما وأن هذه المنطقة قد عدت من مناطق النفوذ الغربي،وبعد انتهاء الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفيتي احتفظت منطقة الخليج العربي بأهميتها الجغرافية في السياسة الخارجية الأمريكية ، فمع تصاعد العداء الأمريكي للإسلام والمسلمين استغلت الولايات المتحدة الأمريكية أحداث 11/أيلول /2001، ليصبح الخليج العربي قاعدة عسكرية أمريكية لعملياتها الهجومية ضد الدول العربية والإسلامية بحجة (الإرهاب)، وهكذا أصبح الخليج العربي ضرورة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن التخلي عنها .أما الجانب الاقتصادي : المتمثل بالموارد الطبيعية الكثيرة، والتي تأتي في مقدمتها: (النفط)الذي يعد شريان الحياة في العالم الغربي الرأسمالي، والسبب الرئيس وراء توجه واهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بهذه المنطقة،بحكم ما تتمتع به من إمكانيات نفطية ضخمة على الصعيدين: الاحتياطي والإنتاجي ، يقابله تضاؤل الاحتياطي الأمريكي، وتراجع إنتاجها، وتزايد استهلاكها لهذه المادة الحيوية ، والى جانب كل ذلك تتمتع هذه المنطقة بإمكانيات مالية وتجارية جعلها محط أنظار الاستثمارات العالمية ، وفي مقدمتها: الاستثمارات الأمريكية ، فضلاً عن كونها أكبر سوق استهلاكية في العالم ، مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية لأن تكون موجودة عسكريآ فيها بعد أن أصبحت في دائرة اهتمامات الأمن القومي الأمريكي. كما أن السياسة الخارجية الأمريكية وبعد الحرب العالمية الثانية ، وحتى الآن ارتكزت على مبدأ اغتنام الفرص من أجل تحقيق مصالحها الإستراتيجية العليا على المستوي الدولي ، حيث أن انتهاء الحرب الباردة للولايات المتحدة الأمريكية أضحت فرصه سانحة ومناسبة لان تعيد تشكيل المنطقة سياسيا وثقافيا على وفق أجندة أمريكية ترى قوى التطرف الإسلامي خطراً وتهديداً لأمنها القومي، لاسيما بعد إحداث 11/ ايلول/2001، وهكذا حل الإرهاب القادم من المنطقة (على وفق تصورها) محل الشيوعية العالمية ، مما أباح وأتاح لها حق استخدام القوة ضد النظم في المنطقة السياسية، ولاسيما تلك المصنفة سابقآ ضمن النفوذ السوفيتي بغية احكام السيطرة عليها تماما، وجعل المنطقة مغلقه سياسيا للنفوذ الأمريكي مستغلة حالة الانفراد بالشأن السياسي الدولي مره، وحاجة شعوب المنطقة للتخلص من نظم سلطوية باتت عاجزة عن مواكبة حركة التطور مره أخرى،وهي في كل الأحوال انما تسعى إلى اعادة تشكيل منطقة الخليج العربي طبقا لمخططات تنسجم مع طموحاتها ومصالحها،ولذا عدت العراق، وخاصة بعد احتلاله في العام 2003 ، من أهم ركائزها في منطقة الخليج العربي، وامتدادها الأوسع نحو الشرق الأوسط، لكون العراق من الدول المهمة على المستوى الاستراتيجي ، فضلاً عن ما يتمتع به من مقومات القوة على مختلف المجالات ألاستراتيجيه والاقتصادية،جعل منه مدعاة للتوظيف الأمريكي له لتحقيق أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي، عن طريق تقديم العراق بوصفه أنموذجا ديمقراطيا، (وصديقا للولايات المتحدة ، وداعما لجهودها في العمل ضد الإرهاب) ، للمنطقة ، ويجب أن تسير على خطاه الدول الأخرى ، أي أن العراق سيكون أحدى الأدوات التي تستخدم لترويج الديمقراطية في المنطقة،الأمر الذي يجعل دول المنطقة العربية وكأنها قبالة أراده دولية تمثلها : الولايات المتحدة الأمريكية، عازمة على تغيير المنطقة، وإعادة تشكيلها من جديد، وبشكل يتناسب مع توجهات ورغبات الولايات المتحدة الأمريكية .