فقدت الأمم المتحدة في العقدين الأخيرين، الجزء الأكبر من وزنها الذي كان قائماً في ظل نظام التوازن الدولي ومرحلة الحرب الباردة، وكما هو معروف أن ما تبقى من وزن أو دور للأمم المتحدة في ظل النظام الدولي الجديد، قد أصبح ملحقاً من ملحقات الإدارة الأمريكية، فالسفير الأمريكي في الأمم المتحدة يتجاوز على الأمين العام للأمم المتحدة ويصادر دوره وصلاحياته ومجلس الأمن القومي الأمريكي يفرض أملاءاته ووصايته على مجلس الأمن الدولي، ووزارة الخارجية الأمريكية تتدخل مباشرة في شؤون المنظمة الدولية، وكل وكالاتها ولجانها، ووزارة الدفاع الأمريكية هي التي تحدد القضايا والمواضيع التي يعالجها الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهي التي تقرر وحدها ودون تفويض دولي استخدام القوة العسكرية، للمحافظة على الأمن والسلم الدوليين على الطريقة الأمريكية، والمجتمع الدولي الذي تمثله أمريكا وحلفاءها، أصبح بديلاً للرأي العام الدولي ولحرية وإرادة دول وشعوب وأمم الأرض.