السياسة الخارجية. وتُعرّف (السياسة الخارجية) بأنّها: السلوك الخارجي للدولة من أجل تحقيق المؤثرة في الموقف، والتي بتفاعلها تشكل أوضاعه، والذي يكسب صفات هذه المتغيرات بحسب قوة تأثير ومساهمة كل متغير فيه، والتي تكون مساهمتها:أما بشكل تلقائي مستجيب للواقع الذي يمسه الموقف، وأما بشكل إرادي متعمد صادر عن أطراف الموقف او التي لها مصلحة فيه،وبمقدار هذه الضغوط وتفاعلاتها، وما تولده من اتجاهات،تتحدد بعض معالم البيئة الداخلية التي تمثل جزءً من الجو العام الذي تتخذ في إطارهالأهداف التي تخدم المصالح القومية للدولة، وتترجم مدى قوتها وقدراتها، وترتبط السياسة الخارجية للدولة بجملة من المتغيرات الداخلية التي تختلف باختلاف الدول، والتي تُسهم في دفع الدولة الى إنتهاج سياسة خارجية معينة، وتحديد آفاق هذه السياسة، وتعيين اتجاهاتها،ولذا يجب التعرف مسبقاً الى مختلف المتغيرات والعوامل الثابتة والمتغيرة والمتداخلة التأثير التي تضغط على صانع القرار بشكل او بآخر وتدفعه الى إنتهاج سياسة خارجية معينة .وعن طريق هذا التحديد يتضح: مدى الترابط بين متغيرات البيئة الداخلية لصانع القرار والسلوك السياسي الخارجي للدولة، فالمقصود بـ(المتغيرات الداخلية) هي: مجمل المؤثرات التي تصدر عن البيئة الداخلية لصانعي القرار سواء كانت مؤثرات مادية أم اجتماعية من ناحية أم متغيرات ذاتية خاصة بصانع القرار.ومن هذا المنطلق، فإنّ أية حركة سياسية خارجية تتأثر/أولاً بواقع إطارها الداخلي متفاعلاً بالضرورة مع إطارها الدولي، وان تأثير هذا الواقع ليس تأثيراً آلياً، فنوعية هذا الواقع تتحدد في ظل مجموعة من المتغيرات التي يتشكل منها في دولة ما، والتي تميزه عن ما هو موجود في غيره من الدول،وفي ضوء إدراك صانع القرار لدلالته. إن الخصائص الذاتية المميزة لكل دولة، سواء كانت هذه الخصائص بشرية أم جغرافية أم حضارية.. وغيرها، هي التي تؤثر في تحديد مصالح الدولة ، وأهداف سياستها الخارجية، ومن ثم ترسم أبعاد دورها في المجتمع الدولي،وهنالك ترابط وثيق بين متغيرات البيئة الداخلية بتنوع مفرداتها، وبين المتغيرات الخارجية، وكما يعبر عنها بـ(البيئة الخارجية)بكل أبعادها وضغوطها ومفرداتها ومؤثراتها، وبكل جوانب التداخل والتفاعل فيها، فكلما زادت ضغوطات هذه البيئة قلت إمكانية الدولة في التصرف، وتناقصت الخيارات المتاحة قبالة أجهزتها المسئولة عن صنع سياستها الخارجية،والعكس صحيح أيضاً. كما ويختلف تأثير متغيرات هاتين البيئتين في السلوك السياسي الخارجي للدولة؛وذلك للعديد من الأسباب، منها: ما يتعلق على سبيل المثال بمكانة الدولة،ومقدار تفاعلها في النظام الدولي،وطبيعة أهدافها، وما تملكه من قوة مادية وسياسية،فضلاً عن الوضع السياسي: الداخلي والخارجي. ولأجل التبسيط في طرح عوامل البيئة الداخلية ومتغيراتها وضغوطها ومناقشتها، فقد قسم مُنظّرو السياسة الخارجية مجمل متغيراتها الى خمسة متغيرات