العلاقات الروسية-الصينية للفترة(2000-2012)

number: 
1777
عربية
Degree: 
Author: 
سداد نوري جاسم العيساوي
Supervisor: 
أ.م.د . خضر عباس عطوان
year: 
2014

تُعَد العلاقات الدولية ظاهرة من التفاعلات المتداخلة والمتواصلة بين الدول، والتي تتسم بالتعاون تارة، والنزاع تارة أخرى, كما تتفاوت العلاقات بين الدول من حيث القوة والأهمية تبعاً لمقدار الأهداف والمصالح المنشودة لكلا طرفي هذه العلاقة. وتستهدف دراسة العلاقات السياسية الدولية، التوصل الى تحليل دقيق على قدر الامكان لحقائق الاوضاع والعلاقات بين الدول، من خلال التعرف على طبيعة القوى التي تتحكم في تشكيل الاتجاهات السياسية للدول ازاء بعضها، وتحديد الكيفية التي تتفاعل بها هذه القوى، وردود الافعال التي تتركها على الاوضاع الدولية. وما من شك: أنَ الحديث عن العلاقات التي تجمع روسيا والصين ترتكز على أساس: تعزيز الشراكة في مختلف المجالات، لاسيما في المجالين: الاقتصادي والاستراتيجي، ولكنها وبشكل دقيق ترتكز على أساس: مصلحي وفق ما فرضته طبيعة الاوضاع الدولية التي حتمت على الطرفين ضرورة إقامة علاقات أساسها: التعاون لمواجهة التحولات التي عصفت بالواقع الدولي، كما أن نجاح العلاقات التعاون الروسية–الصينية، لا يقوم فقط على عنصر الاستقرار السياسي الذي ساد ولا يزال المجال الجغرافي المشترك بينهما، دور واضح في تنسيق المواقف والتوجهات في بعض القضايا سواء أكانت على المستوى الثنائي المشترك فيما بينهما، أم على المستويين: الإقليمي والدولي، أي بمعنى أن المعطيات الجيوبوليتيكية كان لها دور فاعل في رسم انسياق التفاعلات ومستقبل الحركة السياسية الخارجية لكلا البلدين في إطار التقارب في الرؤى والتوجهات الروسية-الصينية على المستويين الإقليمي والدولي، بل حتى للتوجهات الإيديولوجية، لاسيما منذ العام 1969م، وحتى العام 1985م، دور مهم في نسج هذه العلاقة سواء أكانت في مدة الاستقطاب الإيديولوجي، أم في ظل المواقف الموحدة الرافضة للتغير الحاصل في موازين القوى بعد الحرب الباردة. إذ يحظى موضوع(العلاقات الروسية-الصينية) بإهتمام متصاعد على المستويين: السياسي والأكاديمي، للثقل والأهمية المتميزة التي شكلتها الدولتين خلال عقود مضت على صعيد العلاقات الدولية، وتشكيل هيكلة النظام الدولي، وما يتوقع أن يكون عليه حال الدولتين مستقبلاً. فكما هو معلوم ان تشكيل النظام الدولي الجديد والاحداث الدولية الأخرى لها أثرها في تغيير طبيعة وأدوار مراكز القوى فيه، ولاسيما الفواعل الرئيسية منها، ولابد وان يلقي بظلاله وأثاره الايجابية والسلبية على طبيعة مراكز الاستقطاب الجديدة فيه وعلى توزيع الأدوار بينهما، ناهيك عن تأثيراته المباشرة وغير المباشرة على الافاق المستقبلية للعلاقات الدولية بضمنها العلاقات الروسية-الصينية، إذ تميزت العلاقة بينهما بتأثيرها في المحيط الدولي، وتجاذبها مع المصالح الاقتصادية، وخيارات تبادل المنفعة والشراكة والتعاون بين البلدين. وتُعّد(العلاقات الروسية–الصينية) من العلاقات الدولية المهمة في النظام الدولي؛ لأنها تطرح لنا نمطاً للعلاقات ما بين الدول الكبرى في العالم، في ظل هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على النظام الدولي، فضلاً عن أن الدولتان تُعدّان من أهم الدول التي تنافس الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على مكانة مهمة في النظام الدولي.