يثير موضوع الأحزاب والقوى السياسية اهتمام الكثير من الباحثين المعنيين بالشأن القانوني والسياسي ، إذ تعد الأحزاب السياسية في إطار التعددية احد اهم الاركان الاساسية للديمقراطية سواء في البلدان المتقدمة او تلك التي تشهد تحولاً نحوها ، والمقصود هنا البلدان النامية ، فالاحزاب السياسية بما تضطلع به من وظائف تعزز من عملية التحول الديمقراطي وتسهم في انجاحها . ولقد اثبتت التجربة إن الاحزاب السياسية من الناحية التاريخية لعبت دوراً مهماً في التحولات السياسية عبر العالم ، من حيث التحرر ، او من خلال دورها في طرح البرامج ومناقشة ونقد السياسات الحكومية غير الصائبة ، فالاحزاب تلعب هذه الادوار بما توفره من امكانية للترشيح للمناصب الحكومية ، وتجميع وبلورة المصالح ، وانماء الاحساس بالمسؤولية لدى الافراد ، وتنشيط الشعور السياسي للفرد بأتجاه فكرة المواطنة ، ودمج المكونات الاجتماعية المختلفة في بوتقة الوطن الواحد تحقيقاً للتكامل الوطني الذي يسهم اسهاماً حقيقياً في تعزيز الهوية الوطنية. وبقدر تعلق الامر بالعراق فقد انتهت مرارة هيمنة الحزب الواحد طيلة عقود من الزمن ليشهد العراق بعد العام ( 2003 ) تعددية حزبية مفرطة اذ عملت كل الاحزاب بتفرد على اثبات ذاتها وممارسة دورها السياسي ، بدعوى انها تعمل من اجل ترسيخ الهوية الوطنية العراقية ، الامر الذي دفعنا لتتبع ودراسة هذه الدعوى من خلال بحثنا هذا.