
في اطار الاهتمام بالطلبة النازحين، وتقديم يد العون والرعاية النفسية الى جانب العلمية، نظمت شعبة الارشاد النفسي والتوجيه التربوي، في جامعة النهرين، محاضرة عن الضغوط النفسية لدى الطلبة النازحون، التي تضيّفهم الجامعة، وقدمت المحاضرة حلولا للمشاكل التي قد تعترض هؤلاء الطلبة، وكيفية تذليل الصعوبات ومواصلة مسيرتهم العلمية بين زملائهم واقرانهم في الجامعات الاخرى.
وقال الدكتور ناهض موسى، مدير شعبة الارشاد النفسي والتوجيه التربوي، ان الاهتمام بالطلبة والاخذ بايديهم، يتطلب من كافة المربين والتدريسيين وبخاصة المختصين النفسيين، ممارسة دورهم ومسؤولياتهم في مراعاة الوضع النفسي لاولئك الطلبة بالاتصال بهم ومواصلة الجهود لتذليل العقبات وتقديم العون والمساعدة لهم وحل مشكلاتهم وتوفير المناخ النفسي والتربوي والاجتماعي الملائم والحسن، وتقديم الرعاية النفسية والاسناد والدعم النفسي لتقوية مناعتهم النفسية ودفاعاتهم النفسية حتى نصل بهم الى مستوى التكيف النفسي الحسن Adjustmentمع هذه الظروف الطارئة في حياتهم.
واوضح الدكتور موسى ان الضغوط النفسية stresses هي العلاقة بين الفرد وبيئته التي كثيرا ما يقيمها الفرد في حالة الضغط بانها مرهقة تتجاوز حدود قدراته على التكييف وتعرض وجوده للخطر التي يعدها هانز سيلي "Hans Selye " استجابة تكيفية لدى الفرد تختلف باختلاف خصائصه نتيجة للتفاعل مع البيئة وتتمثل في اختلال التوازن الداخلي للجسم مما يؤدي غالبا إلى مشكلات صحية و جسمية و نفسية.
واضاف: ان تلك الضغوط لو اهملت، ستفضي الى تكييف نفسي سيء ينعكس سلبا على شخصية الفرد وعلى سلوكه كون السلوك يمثل دالة الشخصية واذا ما أمعنا النظر في الوضع النفسي لاولئك الطلبة النازحون من محافظات غير مستقرة أمنيا، الذين تم استقبالهم في جامعات بغداد اوغيرها فان الامر لايخلو من شد نفسي وضغط وتوتر وقلق او اقل مايوصف معاناة وعدم ارتياح لشباب يافعين من طلاب وطالبات لازالوا في مقتبل العمر وفي بداية طريق حياتهم بعد ان تركوا بيوتهم وديارهم واحلامهم عنوة بفعل اعمال الارهاب المقيت وأجواءه المفزعة وما يرافقها من اضطراب، اذ أجمعت كل الابحاث على آثاره النفسية السلبية على شخصية الفرد التي لايمكن تجاهلها باي حال من الاحوال.
وسبق للدكتور ناهض ان قدم محاضرتين في نفس الصدد، الاولى على قاعة كلية الطب لطلاب وطالبات كليتي الطب والصيدلة، والثانية، على قاعة المؤتمرات لكليات مجمع الجادرية، تحدث فيها عن اهمية الرعاية النفسية والإرشاد النفسي وضرورة اعادة التوازن بين اركان الشخصية وحل الصراعات وغرس الأيمان وتحسين مفهوم الذات وتنميته بشكل موجب لتكوين الإرادة الايجابية.
يذكر ان جامعة النهرين استقبلت اعدادا من الطلبة النازحين من المحافظات الساخنة الذين منعتهم ظروف مدنهم من مواصلة الدراسة فيها.
وقال الدكتور محمد عباس مدير قسم الدراسات الاولية ان عدد الطلبة النازحين الذين استقبلتهم الجامعة بلغ ما بين 280 الى 300 طالب في مختلف الاختصاصات، فيما ادى ما يقرب من 1200 طالب من جامعة الانبار امتحاناتهم في رحاب النهرين.
اعلام النهرين/ ندى عمران